وزير اليوجا
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 15 نوفمبر 2014 - 8:50 ص
بتوقيت القاهرة
المحررقد يبدو حديثى اليوم ترفا زائدا لا أظنه من ملامح كتاباتى لكن لك عذرك عزيزى القارئ إذا ما كان أول ما يتبادر إلى ذهنك عند ذكر كلمة «يوجا» هو صورة لأحد تلك الأوضاع التى قد تبدو بهلوانية: الساق ملتفة حول العنق لرجل يرتكز على يد واحدة فى ثبات المتأملين.
تسابقت وكالات الأنباء هذا الأسبوع لنشر خبر قد يظنه البعض طريفا، بينما تقبله آخرون بارتياح وتفاؤل. فى خطوة غير مسبوقة أعلن رئيس وزراء الهند «ناريندا مودى» عن تعيين وزير لشئون «اليوجا» بعد أن كانت شأنا من شئون الصحة تهم بها وزارة الصحة. يتولى مهام تلك الوزارة التى استحدثت بين وزارات أخرى فى تشكيل حكومى جديد هدفه الأول تعزيز اقتصاد الهند السيد «شيبادبيسونايك» وزير السياحة فى الحكومة السابقة.
يعد رئيس وزراء الهند من أبرز الشخصيات العالمية التى تمارس اليوجا بانتظام يوميا بعد أن بلغ شأنا عظيما فى فهم فلسفتها. وقد تضمن خطابه الأخيرة للعالم فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى نداء لتخصيص يوم عالمى لليوجا يتم فيه التعريف بفلسفتها والدعوة لممارستها أملا فى أن يتحقق للإنسان سلام داخلى فى مواجهة أحدال العالم المضطرب.
لا أخفى أن الخبر صادف ارتياحا فى نفسى وقد غشت ذهنى غلالة رقيقة من التفاؤل إذ ربما قرأه آخرون فى بلادنا وانتبهوا لما يشير إليه بقوة ووضوح: نحن بحاجة ملحة للاهتمام بصحة الإنسان النفسية بذات القدر الذى نبديه لصحته الجسدية.
اليوجا إحدى فلسفات الشرق الآسر ورياضاته الذهنية والروحية التى تعتمد أيضا على تطويع الجسد لحكمة العقل وسمو الروح. بدأت فى الهند تنتشر فى العالم بأسره يزداد أتباعها بصورة قد لا تثير الدهشة فى مواجهة الأحداث الدامية والحوادث اليومية التى أصبحت وقائع عادية فى نشرات الأخبار.
قد تبدو دعوتى لممارسة الرياضة الذهنية مثل اليوجا والتأمل دعوة تأتى فى وقت مبكر لكنها ثقافة حتما آتية ولها أن تختلط بمكونات الثقافة المصرية.
هل أجد من يساندنى اليوم فى أن نبدأ بتدريس مبادئ بسيطة لتلك الرياضات الذهنية فى المدارس بمستويات متدرجة؟
الدعوة مفتوحة للسادة وزراء التربية والتعليم والصحة والشباب.
أنا لا أطمح إلى تكليف وزير لليوجا كما حدث فى الهند، لكننى أتمنى أسوة بأهمية الفكرة أن يكلف وزيرا للصحة النفسية همه الأول استعادة العافية النفسية لهذا الوطن.
إن ساوركم أى شك فى أهمية حديثى اليوم ارجعوا لمواقع التواصل الاجتماعى وأقرأوا آخر كلمات كتبتها الشابة المصرية زينب المهدى قبل أن تشنق نفسها بحبل من الأسئلة التى لم تعثر لها على إجابة حقيقية مقنعة ولا تنسوا أبدا أن تطالعوا تعليقات أصدقائها الذين لا أشك فى أن عددا منهم يفكر فى اللحاق بها على ذات الدرب.