أسباب هزيمة الأهلى الحقيقية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 15 ديسمبر 2013 - 11:40 ص
بتوقيت القاهرة
•• عندما علت ضربة رأس أبوتريكة فى الدقيقة السادسة من الكرة التى تلقاها من متعب أدركت أنها كانت فرصة المباراة. لكنها بالطبع ليست السبب فى الهزيمة التى منى بها الأهلى. وهى لا تعبر عن كفاح اللاعبين ونضالهم وشجاعتهم فقد لعبوا بجرأة منذ البداية ولم يرهبهم اسم ليبى أو محترفو الفريق الأجانب. لكنها هزيمة تعكس فروقا تكتيكية واضحة بين فريقين كبيرين. فالأهلى الذى كان يضغط على صندوق جوانزو بستة لاعبين عجز عن الاختراق. بينما كان الفريق الصينى يهاجم بثلاثة لاعبين أو أربعة، ولكنه نجح فى المرور والتسجيل بفضل السرعة والمتابعة الممتازة. والسرعة هنا ليست فى الجرى فقط وإنما فى التصرف، وفى صناعة مساحات بالهجوم من العمق وبتمريرات إيجابية طولية، على الرغم من تميز جوانزو فى مبارياته الآسيوية باستخدام الظهيران كأنهما جناحان.
•• الهجوم من العمق كان سلاح الفريق الصينى بواسطة الرباعى الخطير البرازيلى لويز سيلفا، ومواطنه أليسكون، والأرجنتينى داريو كونيكا، والصينى حاولين أو زينج زى وهو أحسن لاعب فى آسيا.. بينما لم تتوقف هجمات الأهلى العرضية. طوال الوقت أو معظمه عبر الجناحين، شديد ووليد من اليسار، والسعيد وفتحى من اليمين. فالكرات المرسلة كانت عرضية أرضية إلى أقدام دفاع جوانزو، وإذا علت قليلا فوق الأرض فإنها إلى رؤوس دفاع جوانزو.. وأضيف إلى غياب فاعلية الأهلى الهجومية، إيجابية مقابلة عند الصينيين، وقوة دفاعية بالزيادة العددية، فيما أصابت سرعة نقل الهجوم بواسطة وسط جوانزو إلى ملعب الأهلى نقصا دفاعيا فى صفوف بطل أفريقيا.. هذه هى أسباب فوز جوانزو أوأسباب خسارة الأهلى.. هذا هو الجوهر بعيدا عن أسطوانة نقص الصفوف، والمعاناة من الإصابات..
•• خروج أبوتريكة قد يكون أثر سلبيا ومعنويا على اللاعبين لأنه يملك شخصية القائد، ولكن خروجه ليس سببا مباشرا للخسارة، فالأهلى مثلا امتلك الكرة كثيرا فى الشوط الثانى الذى هزم به. لكنه ضغط بلا طحين، بلا نتيجة، بلا اختراق للصندوق. مجرد امتلاك. والسؤال الأدق لماذا امتلك الأهلى الكرة ولم يترجم هذا الامتلاك إلى أهداف؟ ثم ألم تتصدى عارضة جوانزو لفرصة تهديف قاتلة فى الشوط الثانى من تسديدة عبدالله السعيد، وهى فرصة تعادل فرصة ابوتريكة فى الشوط الأول؟!
•• أكرر وباختصار: أربعة لاعبين فى جوانزو هزموا ستة لاعبين فى الأهلى.. ومن المصادفات اللطيفة أن الفريق الصينى أحرز هدفيه بهجمتين من العمق، وليس عبر غارات يسارية ولاعبر هجمات يمينية.. وأربعة لاعبين فى جوانزو بخط الوسط ثلاثة لاعبين فى وسط الأهلى.. وذلك بقدرة الأربعة الصينيين الفائقة على التحول بسرعة وسلاسة بين موقفى الهجوم والدفاع، وهى سلاسة لم تصادف وسط الأهلى مما أعطى انطباعا زائفا كالعادة بأن دفاع الأهلى ضعيف ويتحمل وزر الهزيمة، وهذا ليس صحيحا. فهذا الدفاع زاد عن مرماه جيدا لاسيما فتحى وسعد سمير..
•• يبقى سؤال: هل كان قادرا على الفوز؟ الإجابة نعم.
سؤال آخر: هل لو كان الأهلى حقق الفوز بنفس الشريط والتغييرات.. هل كانت ستطرح نفس المبررات من نوع توقف النشاط وخروج أوبوتريكة وإصابة عبدالفضيل؟!
•• هارد لك للأهلى.. وقد خسرنا نحن المشاهدين فيلم اللعب مع بايرن ميونيخ، وخسرنا حلم الفوز على بايرن ميونيخ، وخسرنا خيال الفوز بكأس العالم.. وقد كانت الأيام الماضية كلها سيناريوهات أفلام، وأحلام، وخيالات.