هذا المشجع الأحمق..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
** «لا.. لا.. برشلونة مرة أخرى.. إنها قرعة كابوس لأرسنال»!
** كان ذلك مانشيت الرياضة فى الديلى ميل البريطانية تعليقا على حظ أرسنال الذى سيواجه برشلونة حامل لقب دورى أبطال أوروبا فى دور الستة عشر.. وعلى النقيض قال بيلجرينى المدير الفنى لفريق مانشستر سيتى: «كنت سعيدا للغاية بعد أن علمت بأننا لن نواجه برشلونة». وبالطبع تعد مباراة الفريق الكتالونى بآلته الثلاثية الهجومية ضد أرسنال تعد واحدة من مواجهات كبرى أفرزتها القرعة، وتتضمن روما مع ريال مدريد، على الرغم من معاناة الأخير فى الدورى الإسبانى. وباريس سان جرمان مع تشيلسى المكلوم. ويوفنتوس مع بايرن ميونيخ. وقد ذهبت الترشيحات لمصلحة أقوى فريقين فى أوروبا وهما برشلونة وبايرن ميونيخ.. بينما أشاد الكثير من خبراء الكرة الأوروبية بفريق يوفنتوس وبقوته.. وعلى الرغم من الترشيحات والتصريحات تظل كرة القدم مستديرة، والشك فى نتائجها من أسباب سحرها وشعبيتها..
** فى قرعة الدورى الأوروبى، المسابقة الثانية، تضمنت المواجهات لقاء بين فنار بخشة التركى، ولوكومتيف موسكو الروسى. . وخرج رئيس الوزراء التركى أحمد داوود اوغلو بتصريحات عاقلة ومتزنة.. حيث قال حسب وكالة الأنباء الفرنسية: «الأتراك والروس الذين سيعج بهم الملعب هنا وهناك ليسوا خصوما ومن المؤكد أنهم ليسوا أعداء». وأضاف: «اذا لعبت المباراة بروح نبيلة وساعدت فى تخفيف حدة التوتر بين البلدين، فذلك يعنى بان هناك شيئا ايجابيا اتت به قرعة اعتبرت سلبية».
** هكذا يتحدث أهل السياسة العقلاء. ثم إن المناصب تفرض مسئولية، وتحكم الكلمة. وليس صحيحا أن الرياضة بعيدة عن السياسة، فكل شىء أصبح سياسة.. لكن الصحيح أو ما يجب أن يكون صحيحا هو أن الرياضة كما كنا نقول منذ زمن، توطد أواصر الصداقة بين الشعوب، وسيبقى مشهد الألعاب الأوليمبية حدثا إنسانيا يستحق التقدير والاحترام، إذ يجتمع العالم والبشر بألوانهم ودياناتهم وعقائدهم المختلفة على أكبر مائدة سلام عرفتها البشرية. يتنافسون، ويتحابون..
** الأمر يختلف أحيانا بالنسبة للمشجعين، فهم بلا مسئوليات، ويمكن أن تفرز لغتهم الكراهية، ويمكن أن تصنع عداء بين الشعوب، خاصة حين يسود الجهل، وتغيب ثقافة احترام الآخر . فكتب أحد المشجعين الأتراك على تويتر يقول: «سبق أن ضربناهم فى الهواء.. وسنرضبهم على أرض الملعب.. ننتظر لوكوموتيف موسكو!».
** تلك الكلمات تعكس حماقة كبيرة.. وهذا المشجع التركى أحمق يفسد ما يحاول السياسى أن يصلحه.. وهو الفارق بين مسئولية المنصب، وحرية التعبير المزعومة التى باتت تشعل النار، والأجواء والحروب بين الشعوب!