فليهدأ الثوار.. وليستجب المسئولون
معتز بالله عبد الفتاح
آخر تحديث:
الأربعاء 16 فبراير 2011 - 11:16 ص
بتوقيت القاهرة
أوافق على أن يهدأ الثوار تماما، بل وأطالب أصحاب المظالم والمطالب الفئوية بأن يتراجعوا عن التظاهر والاعتصام الآن احتراما لدماء الشهداء الذين ما خرجوا وما استشهدوا لمصالح فئوية أو خاصة.
ولكن فى نفس الوقت هناك مسئولية مباشرة على السادة المسئولين ومجلس الوزراء، أن يريحوا الثوار ومن يقف معهم مؤيدا ومباركا بالإجابة عن أسئلة محددة تشيع فى أوساط المصريين. ولنكن أكثر تحديدا، هناك أسئلة عن مصير السيدين عمر سليمان وزكريا عزمى اللذين يبدوان وكأنهما لا يزالان فى منصبيهما وفقا لما يشاع عن ذهابهما لمكتبيهما وتصرفهما وكأن شيئا لم يكن. ما هو دورهما الحالى؟ هل من معلومات؟
وماذا عن الحزب الوطنى؟ تتوالى الاستقالات، ولكن الحزب نفسه لم يزل قائما كإطار جامع لفئة ممن اعتادوا الاستفادة منه والقيام عليه، قد يكون فى الحزب نفسه بعض الشخصيات المحترمة، لكن من الواضح جدا أن الحزب لم يحترم مطالب المصريين وأثرى القائمون عليه تحت مظلته وبالاستفادة منه.
وماذا عن استمرار بعض المعتقلين السابقين قيد الاعتقال، وما يشاع عن اعتقالات جديدة تجاه بعض الثوار على نحو ما يذكر بعض الشباب الثائر فى إيميلات وتعليقات على الفيس بوك؟ ولا يمكن تجاهل ما يتواتر على ألسنة الشباب الثائر، فقد فعلوها من قبل واستفادوا من الانترنت فى إخراج ملايين الناس فى الشوارع.
وماذا عن حالة الطوارئ؟ هل هى مستقبلنا كما كانت ماضينا؟ أم هناك خطة جادة لإعادة تأهيل المجتمع ليرى النور بعيدا عن ظلمة هذه الحالة السيئة السمعة؟ ولو هناك تصور أو خطة من هذا القبيل، أليس من الأفضل الإعلان عنها؟
وماذا عن جهاز أمن الدولة؟ ألا يحتاج إعادة تأهيل هو الآخر بحيث يظل قائما (حتى تحت اسم آخر)، ولكن مع فلسفة أخرى تجعل دوره حماية مؤسسات الدولة وليس مصالح أفرادها، وتجعل القائمين عليه منفذين للقانون (نصا وروحا)، وليس فوق القانون (قولا وفعلا)؟ وإن كنا راغبين فى هذا الإصلاح، أليس من المفيد إعلان النية عن ذلك مع جدول زمنى معقول لذلك؟
وماذا عن بعض قيادات الإعلام الحكومى (الصحفى والتليفزيونى) من الأشخاص «التعبيرية» التى تحسن الرقص على كل نغمة والقفز على كل موجة والتلون مع كل مناسبة؟ إن مجرد بقاء هؤلاء فى مناصبهم إهانة لعقول الكثيرين ممن يظنون أن الثورة أتت للتخلص من رموز عهد مضى، وإذ بهم يرونهم وقد بدأوا يلعبون لعبتهم المفضلة دونما توضيح لماذا خدعونا ولماذا «استحمرونا»، وما الضمان فى عدم استمرار الاستحمار؟
هذا لا ينفى أن الكثير من مطالب بناء الديمقراطية الحقيقية قد استجيب لها (لاسيما حل المجلسين وتشكيل مجلس لتعديل الدستور). ولكن مما ذكر فى هذا العمود من الأسئلة ما لا يمكن أن يطمئن الثائرون إلا بالاستجابة له أو بالإجابة عنه. إن الكثيرين غير مطمئنين: لقد سقط بعض المستبدين، ولكن أسس الاستبداد لم تزل قائمة.