باختصار: الرهان العربى على انتخابات إسرائيل
صحافة عربية
آخر تحديث:
الإثنين 16 مارس 2015 - 10:25 ص
بتوقيت القاهرة
لـ«الديمقراطية» فى إسرائيل صورة واحدة يعيشها الإسرائيلى وهاجسها الأمن قبل الرغيف، ومن يزايد أكثر فى قتل العرب، وفى تحويل السلطة الفلسطينية إلى أقل من بلدية، وفى تفتق العقل الإجرامى ضد إيران سواء ما يخص النووى أو غيره، وفى المحافظة على كل هوامش العلاقة مع «داعش» التى لم يرَ فيها وزير الحرب الصهيونى يعلون أية مشكلة مع كيانه، ومع «النصرة» باعتبارها الضامن الذى يدفئ روحها الإرهابية..
هذا كله وليس هو فقط الذى ترتفع تفاصيله فى الاتتخابات الإسرائيلية التى صارت على الأبواب، والتى نهتم فيها ونفرد لها ساعات البث تحت شعار اعرف عدوك أو اكتشفه. ونحن فى الحقيقة أكثر العارفين له، وهو لا يحتاج لأى اكتشاف لأن تاريخه معنا موضوع وجوده، وبالتالى لا بد اختصارا للكلمات أن نخرج المراهنة على المتسابقين فى الانتخابات الصهيونية من دائرة من نحب فوزه، لأن الطرفين يشكلان لونا واحدا، وقاتلا واحدا، ومسدسا محشوا بالرصاص، وموضوعا فيه كل العدوانيات ضد الأمة، يفرح بحزنها، ويحزن إن هم على فرح، ولا يتوانى أن يكون متأهبا على الدوام لقتل الروح الوطنية الفلسطينية التى شاب التاريخ ولم يتغير فحواها، وتغير قادة فى الكيان الصهيونى ولم تتغير.
ينقسم العرب من الانتخابات الإسرائيلية بين مراهنين على بقاء نتنياهو وهم الأكثرية.. هنالك علاقات فيها من الأسرار ما يشيب لها الرأس، ولهذا البقاء أهمية لهم، فخير الوجوه هى من تم التعامل معها وكشف الحسابات أمامها من أن يأتى من لا تعامل معه، علما بأن تسيبى ليفنى خير كشاف لهذا البعض العربى ولها تاريخ معهم. لكن نتنياهو عليم بذات الصدور وكلهم كذلك، لكنه يتمايز عن الآخرين بأنه أخذ علما بها فيما الآخرون من باب الحسابات والتمنى.
من المؤسف أن يراهن العرب على متغيرات فى السياسة الإسرائيلية تجاههم وخاصة الفلسطينيين الذين لم يعد لهم نفوذ لا على الأرض لأنها قضمت، ولا على الواقع السياسى لأن السلطة أضعفت ذاتها أمامه وقدمت حالها كخائف، مرتعد، يتمنى، وهو فى الحقيقة صاحب الأرض والدار والبيارات والبحر والنهر والهواء والماء وكل تفصيلة صغيرة وكبيرة فى فلسطين ويجب أن يأمر أمرا وبعين حمراء.
العرب النتنياهويون يداعبهم الأمل كعادتهم أن يستقر الأمر على نتنياهو الذى إن خسر المعركة فسوف يتقاعد نهائيا عن العمل السياسى وسيبتعد عن الأضواء وربما يصدر مذكراته كاشفا فيها ما كان مستورا إبان سلطته.
أفضل رهان على الانتخابات الإسرائيلية هو اللارهان وتناسى أن ثمة ما يدور فى كيان غاصب كل ما فيه جمع عداء ضد العرب الذين يصبحون درجات فى رأيه، حسب قربهم منه، لكنهم فى النهاية عرب، أى تسمية لا يريد لها بقاء لا فى ذاكرته ولا أمام عينيه، خصوصا أنه مهما تغطرس أو كابر سيظل يشعر بأن ثمة عربا آخرين يهددون وجوده.
لا رهان ولا مراهنة على أعداء، بل لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض ولا مد اليد.. كل ممارسة للعكس محاولة استغباء لتاريخ، مسئولون جميعا عنه ذات يوم أو ذات دفع أثمان.
زهير ماجد
الوطن ــ عمان