الإسلاميون والفوضى
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 17 أبريل 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
كل الشواهد تؤكد أننا على أعتاب صيف سياسى مشتعل، بعد قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة باستبعاد حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر وعمر سليمان من السباق. فالكثيرون الآن ــ وأنا منهم ــ بدأت تراودهم مخاوف من أن الانتخابات الرئاسية نفسها قد تكون فى مهب الريح، إذا لم يتم معالجة توابع زلزال أزمة المستبعدين من انتخابات الرئاسة، بحكمة ومسئولية من جميع الأطراف، وذلك لأن البديل الوحيد لاستمرار حالة الاحتقان الراهنة سيكون تنفيذ الفصل الأخير من سيناريو الفوضى الذى يسود كل نواحى حياتنا، باستمرار حكم المجلس العسكرى «العسكر»، الذى قد يقبله الكثيرون ــ تحت ضغط الأزمات الطاحنة الحالية ــ كخيار أخير يمنع سقوط مؤسسات الدولة نفسها فى مصر!
وما يزيد من قتامة الصورة، التصريحات الغاضبة التى أطلقها أنصارٌ متعصبون للشيخ حازم أبوإسماعيل، بأنه إذا تم اتخاذ قرار نهائى باستبعاده، فإنهم سيعلنون «الجهاد»، دون أن يوضحوا ماالذى يقصدونه بالضبط؟ وهل يشمل ذلك خوضهم مواجهات مسلحة مع المؤسسة الأمنية أو العسكرية طبقا للمفهوم الكلاسيكى للجهاد؟!.. أو إعلان الاعتصام فى ميدان التحرير حتى إسقاط المجلس العسكرى؟!. أو الاكتفاء بترديد الشعارات النارية ضده فى فاعليات أسبوعية؟!
قد تكشف لنا الأيام القادمة مدى جدية هذه التصريحات وتأثيرها الحقيقى، إلا أنها فى النهاية تثير قلقا بالغا وسط التيارات غير المؤيدة لأبوإسماعيل، قد تدفعها للجوء إلى تأييد أى مرشح ينتمى للفلول او للمجلس العسكرى، بما يعيد إنتاج دولة مبارك فى ثوب جديد!
وعلى صعيد الإخوان المسلمين، فقد لا يكتفون بما حققوه من أغلبية نسبية فى البرلمان،ليلجأوا للتصعيد غير المحسوب إذا ما فاز بالرئاسة عمرو موسى أو أبوالفتوح أو حتى أحمد شفيق أوإذا حدثت مفاجأة وفاز مرشح له توجهات يسارية أو ليبرالية، لأن هيمنتهم على الحكومة القادمة ستصبح محل شك، خاصة إذا أعطى الدستور القادم للرئيس الجديد صلاحيات تشكيل الحكومة، أو حصوله على حق رفضها إذا ما شكلتها أغلبية برلمانية.
ما ينبغى أن يدركه أبوإسماعيل أن نهاية طموحه الرئاسى ــ إذا ما رفضت لجنة الرئاسة اليوم تظلمه ــ لا يعنى نهاية مشواره السياسى، وما ينبغى أن تفهمه الجماعة أن عليها أن تتمسك بوعودها القديمة بعدم تقديم مرشح لانتخابات الرئاسة علها تستعيد الأرض التى فقدتها لدى قطاعات واسعة فى المجتمع رأت أن الجماعة تخلف وعودها، ولا يمكن الوثوق بها!
وما لا يدركه الطرفان حتى الآن، هناك قوى خارجية وداخلية يهمها سقوط ثورة يناير فى مستنقع الفوضى، وأنهما بممارساتهما السياسية خلال الشهور الماضية يقدمان لهذه القوى كل الأسلحة لتنفيذ أهدافها، وسيكونان هما بالتحديد أول ضحايا هذه الفوضى!