فرسان الحوار الوطنى: مشروع للمناقشة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 16 يونيو 2023 - 9:05 م
بتوقيت القاهرة
تابعت قدر استطاعتى أخبار الحوار الوطنى خلال أيام رحلة إلى كندا عدت منها بالأمس. أرجو ألا يكون قد فاتنى حوار يتعلق باهتماماتى بأمر الخدمة الصحية فى بلادنا فالواقع أن ما اجتهدت لمتابعته عن بعد لم يحقق ما تمنيته.
للأسف لم أتواصل مع أى من المشاركين فى الحوار لفهم الأجواء التى تجرى فيها الحوارات وهل هناك موضوعات محددة منذ البداية أم أن الأمر متروك للمناقشة والاقتراح بحرية فى كل الموضوعات؟
تمنيت لو أتابع حوارا عن التأمين الصحى وكيف له أن يغطى أمن الإنسان المصرى فى الصعيد والريف. لاشك أن هناك جهودا تبذل فى مشروع التأمين الصحى تستحق الإشادة والتحية رغم أن الأمر لم يكتمل بعد إلا أن الملاحظ أنه بدأ فى بورسعيد وينتظر استكماله فى بقية المحافظات: تبدأ المشروعات وتنتهى دائما فى المدينة فأين إذن حق الفلاح المشروع فى الرعاية الصحية والتأمين الصحى؟
تمنيت اليوم أن ألفت نظر من لهم حق الاشتراك فى هذا الحوار الوطنى إلى تفاصيل يمكنها أن تزيد من فاعلية التأمين الصحى لتحمى مظلته فئات من المصريين أحق بالاهتمام والرعاية.
يحتاج الريف والصعيد إلى إحياء مشروع الوحدات الصحية التى مازالت إلى الآن مبانيها قائمة وإن كانت لا تمتلك الإمكانات التى من أجلها قامت.
أذكر جيدا وقد كنت قد اخترت أن أعمل فى وحدة صحية فى ريف الجيزة إثر تخرجى رغم أن ترتيبى وتقديرى كان يتيح لى العمل معيدة بالجامعة ــ أذكر جيدا كيف كانت تجربة ثرية رائعة فى بداية حياتى لم أندم عليها قط إنما أدين لها إلى الآن بالكثير من وعيى الإنسانى برسالة الطب وأثرها فى حياة المجتمع والناس.
أذكر جيدا أن هناك وحدات صحية كانت تضم غرفة عمليات مجهزة وكان الزملاء يجرون فيها عمليات جراحية تجرى فى المستشفيات كجراحات الزائدة الدودية والبواسير وجراحات النساء البسيطة إلى جانب علاجات الحوادث والعظام.
أذكر أيضا أن صيدلية الوحدة الصحية كانت تصرف معظم أنواع الأدوية بالمجان للمرضى ومنها المضادات الحيوية غالية الثمن وأنواع الفيتامينات ولبن الأطفال.
إعادة النظر فى دور الوحدات الصحية وخريطتها فى ريف مصر والصعيد هدف قومى يجب أن يأتى على قائمة أولويات الحوار الوطنى فهو بلا شك المشروع الموازى للتأمين الصحى لصالح الفلاح فى ريف مصر وصعيده.
الوحدات الصحية هى المراكز الأصلح لتقديم خدمات الصحة الأولية للأسرة المصرية فى الريف: التطعيمات وبرامج تنظيم الأسرة ورعاية السيدات الحوامل والأطفال. برامج نشر الوعى الصحى وسبل الوقاية من الأمراض العديدة وعلاج الأمراض المزمنة كالسكر وارتفاع ضغط الدم.
تشجيع الأطباء على أداء ذلك الدور الوطنى يحتاج بالطبع إلى مناقشة واقتراحات تلتزم بها الدولة حتى لا تظل مجرد حوارات تتصاعد كالدخان فتتبدد ليظل نزيف هجرة الأطباء للخارج مستمرا بحثا عن حياة كريمة.
كان من دواعى دهشتى وسعادتى فى آن واحد أن أتعرف على طبيب مصرى شاب هاجر إلى كندا ليعمل فى خدمة الاسكيمو فى قطب العالم الشمالى!.. تحت وطأة ظروف معيشية مذهلة.
ليكن العمل فى تلك الوحدات الصحية غير خاضع للقواعد: ليكن اختياريا بين شباب الأطباء وربما لمن يرغب ممن وصلوا سن المعاش وتتوافر لديهم القدرة على العمل والرغبة فى الخدمة العامة.
الأفكار بلاشك كثيرة ولنا أن نقترحها ونناقشها فى ظل ظروفنا المحلية وثقافتنا وأوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية.
أتمنى لو جاءنى رد فعل من أى فرسان الحوار الوطنى الدائر الآن يتبنى فيه تلك الفكرة أو المشروع.