ألمانيا جرت 846 كيلومترًا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 16 يوليه 2014 - 9:05 ص
بتوقيت القاهرة
••هبطت الطائرة التى تقل المنتخب الألمانى، وهى من طراز بوينج 747، ومزينة بالعلم، وأربع نجمات. فتح باب الطائرة. خرجت المضيفات. وقفن كحرس شرف للفريق. غادر اللاعبون بنظام. واصطفوا فى أرض المطار أمام عدسات مئات المصورين والصحفيين لالتقاط الصور التذكارية. ولاتوجد مشاهد زحام، واختراق للصفوف. ثم توجه اللاعبون إلى الأتوبيس المزين بكلمات عن الفوز، وكتب على هيكله السنوات التى فازت بها ألمانيا بكأس العالم. وخارج المطار ينتظر مئات الألوف من المشجعين لتحية اللاعبين.. عقبالنا. وأقصد بها أن نكون يوما بمثل هذا الانضباط، ولا أقصد بها يوم نفوز بكأس العالم.. فلا أحب الكذب؟
••عملت ألمانيا من أجل هذا اليوم بدءا من عام 2000. ولمن يذكر، فقد تناولت أسباب تفوق الألمان عدة مرات، واعتبرتهم خسروا مونديال 2010 قبل أن تفوز به إسبانيا. ففى جنوب أفريقيا لعبت ألمانيا بأصغر منتخب لها فى 76 عاما. وأنتجت فى 10 سنوات 17 ألف مدرب للناشئين مقابل 800 فى إنجلترا. وبدون الشباب وصغار السن، لن تستطيع أعتى الفرق مواكبة سرعات وجهد الكرة الجديدة.
•• فى هذه البطولة مررت المنتخبات 48 ألفا و607 تمريرات. ومررت ألمانيا 4158 تمريرة فى مبارياتها السبع. وكان متوسط التمرير لكل فريق 1583 تمريرة. ومارس الألمان لعبة الاستحواذ، أو تيكى تاكا الألمانية. بالشعار الإسبانى المعروف : استقبل الكرة، مرر الكرة، تحرك بدون الكرة.. ولكل لاعب ومدرب وإدارى تلك هى كرة القدم الجديدة. وللإنصاف لعب منتخب مصر بهذا الشعار فى كأس الأمم الأفريقية عام 2008 فى غانا.. مع الفارق فى طبيعة وقوة الصراع بين أفريقيا والمونديال. فقد جرى منتخب ألمانيا فى مبارياته السبع مسافة 846 كيلومترا وجرى موللر وحده مسافة 83 كيلومترا..
•• هذه البطولة بالنسبة للألمان مجرد البداية وليست النهاية. العالم يرى ذلك وهم يقولون ذلك. يقولون: «نحن جاهزون، نحن لائقون، نحن جائعون للمزيد. نحن نجرى كثيرا، وندافع جيدا، ونهاجم بشراسة، ونضغط بقوة، وستكون كاس الأمم الأوروبية بطولتنا القادمة».. ولاشك أن الأندية الالمانية ساهمت فى تنفيذ خطة بناء اللعبة، وفى مقدمتها بايرن ميونيخ ومثله سبعة لاعبين فى المنتخب يطلق عليه: إف. سى. دويتشلاند.. أى نادى ألمانيا.
•••
•• أنتهى هنا بأمرين. الأول أن العالم كله أجمع على عدم استحقاق ميسى للجائزة. وهناك إشارة إلى أنها منحت بتوصية من شركة أديداس الراعية له. بينما اعترف ميسى نفسه بأنه لايستحق هذه الجائزة، وقال :« أنا لا أستحقها. ولا أريدها. كنت أحلم بكأس العالم. وكانت فرصنا أخطر بينما الكرة كانت مع الألمان أكثر»..
•• الأمر الثانى أننى أحمل الصحافة والإعلام فى البرازيل جزءا كبيرا من هذا الفشل الذى أصاب الفريق بسبب الشحن والضغط والحديث عن الشبح والأشباح. ثم يكفى ان الصحافة البرازيلية كلها تعاملت مع إصابة نيمار الذى جلس يتابع مباراة هولندا كما تعاملت صحافة العالم مع حادث اغتيال الرئيس الأمريكى جون كينيدى؟!