كل واشكر مولاك
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الخميس 16 يوليه 2015 - 10:45 ص
بتوقيت القاهرة
حمل الفاطميون لأهل مصر الكثير من مظاهر الاحتفال وفنون البهجة. فهم أصحاب فانوس رمضان وأهازيجه التى رددها الأطفال فى حارات القاهرة احتفالا بقدومه. أيضا هم أصحاب عادة استقبال أيام العيد بصناعة الكعك التقليدى بالسكر وألوان الغريبة والبسكويت المختلف الأشكال والمذاقات. لم يكن كعك العيد يحمل للبيوت المصرية مظاهر فرحة الاستعداد للعيد فقط بل كانت دائما طقوس إعداده تعكس ودا خالصا بين العائلات التى تتشارك فى إعداده متنقلة من بيت لآخر كانت القوالب التى تستخدم لصناعة الكعك تعكس روحا مصرية خالصة وقد نقش عليها عبارات تتكرر: كل واشكر مولاك أو كل هنيئا واشكر إلى جانب العديد من النقوش الزخرفية التى ما زلنا إلى الآن نتوارثها.
أصبح من المألوف ان تلجأ الأسرة المصرية لشراء الكعك والغريبة الجاهزة بديلا لما تعودت أن تصنعه فى المنازل وتشعل به الأفران طوال الأسبوع الأخير من رمضان. غابت رائحة الكعلك وانحسرت معها ملامح حقيقية للعيد فهل فكر أحدنا أن يستعيد تفاصيل تلك البهجة، التى كانت تصاحب دائما طقوس إعداد الكعك؟ إعداد كعك العيد فى المنل قد يحمل للقلوب رائحة زمن جميل مضى ونصيحة أن تستخدم ربة المنزل مكونات طبيعية بعيدا عن تلك الصناعية التى عادة ما تستخدمها محلات المخبوزات. السمن النباتى المحضر من زيوت يمرر فيها غاز الهيدروجين، مكسبات الطعم الصناعية، المحلول السكرى كلها مواد بالغة الضرر تستخدم دائما فى تحضير الكعك والجاتوه.
الأعياد والمناسبات فرصة حقيقية لإجازة قصيرة من مشاعر القلق والغضوط العصبية التى نعايشها فلا بأس إذا تجاهلنا بعضا من أوامر الأطباء الصارمة وتحررنا إلى حين من بعض القيود التى يفرضها السن والمرض.
الواقع أن الإحساس بالحرمان قد يفوق أثره النفس أثر المرض العضوى لذا فالمسئولية التى تهم بها أسره تضم مريضا من أفرادها قد تعطى للعيد بعدا إنسانيا يليق بقدره.
لتبقَ النكهة والمذاق فى كعك العيد لكن الصنعة هى التى تتحكم فى مقادير الوصفة وحسابات الطاقة. عيد سعيد أعزائى تستقبلونه فى صحة وراحة بال بعد أداء الفريضة واكتمال الرضا، تقبل الله منا جميعا صدق النوايا وإخلاص القصد وصالح الأعمال.