ليون يسير على جسر مانشستر..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 16 أغسطس 2020 - 10:55 م
بتوقيت القاهرة
** للمرة الثانية فى تاريخ دورى أبطال أوروبا يخلو الدور قبل النهائى من أندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية وكانت المرة الوحيدة السابقة التى خلا فيها هذا الدور من الأندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، فى عام 1991 عندما تأهلت أندية أولمبيك مرسيليا الفرنسى وسبارتاك موسكو الروسى وبايرن ميونخ الألمانى بالإضافة إلى ريد ستار بلجراد اليوغوسلافى آنذاك، إلى الدور قبل النهائى.. هل تتغير خريطة الكرة الأوروبية؟!
** فى الدقيقة 77 قدم رحيم ستيرلينج المشهد الأول والأهم فى فيلم مانشسر سيتى وليون فى لشبونة. هو «الماستر سين» بلغة أهل الفن والسينما. فالأهداف الثلاثة التى سجلها ليون وهزم بها السيتى، لم تبقى فى عقول المتفرجين مثل هدف الضائع الذى أهدره رحيم ستيرلينج، فكيف فعل هذا؟ كيف سدد الكرة فى هذا التوقيت من هذا المكان وأطاح بها أعلى مرمى ليون؟ لو أتيحت نفس الفرصة لنفس اللاعب مائة مرة فإنه سوف يسجل فى 99 مرة هدفا..
** هزيمة السيتى مفاجأة أخرى من مفاجآت بطولة دورى أبطال أوروبا التى شهدت خروج ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس، وليفربول، وكل الأندية الإنجليزية التى شاركت، ليصبح اللقب متاحا أمام الكرة الألمانية أوالفرنسية. لكن فيما يبدو كان جوادريولا يملؤه شعور بالفوز القادم على ليون، من خلال تصريحاته التى أطلقها قبل اللقاء، وأراد بها تصدير أهمية المباراة، والإنحناء بتواضع أمام المواجهة، إلا أن فى تصريحاته جاءت عبارات تعكس ثقة مفرطة: «كل مباراة تعتبر مباراة النهائى.. يجب أن نكون أقوياء من الناحية الذهنية وأن نحاول تنفيذ خطتنا. الجانب الذهنى، الروح تقود كل الأشياء الأخرى. اعتقد أن اللاعبين جاهزين لذلك وأضاف:«صيغة البطولة كما هى. وهو الوقت المناسب لنثبت أنفسنا. أريد أن أرى فريقى يثبت نفسه، أن يفعل اللاعبون كل شىء بروحهم وعقلهم وبعد ذلك ستحدد كرة القدم ما إذا كان نستحق ذلك أم لا؟».
** هل يمكن أن تعاند بطولة كبيرة فريقا كبيرا؟ يبدو ذلك صحيحا حتى لو كان فى سياق الخرافة.. ففى 2009 و2011 عندما كان بيب جوارديولا مدربا لبرشلونة توج بهذا اللقب. الإسبانى، ولكنه لم يكرر هذا النجاح خلال ثلاثة مواسم قاد فيها بايرن ميونخ من 2013 إلى 2016 وكذلك مع مانشستر سيتى الذى يقوده منذ عام 2016 وتعد بطولة دورى ابطال أوروبا هى الوحيدة التى لم يحرزها جوارديولا مع السيتى، بجانب أنها البطولة التى يحلم بتحقيقها الفريق الإنجليزى، وهو اللقب الغائب والذى يعاند هذا الفريق القوى.
** على الرغم من انه أحد أشهر وأبرع المدربين فى عالم كرة القدم، وفى تاريخ اللعبة أيضا، فإن جوارديولا بدأ المباراة بخطأ خططى، حين لعب بثلاثة مدافعين، وهو ماسهل من مهمة ليون فى تسجيل ماكسويل كورنى للهدف الأول فى الدقيقة 24 مما مثل ضغطا عصبيا وفنيا على مانشيستر سيتى فى وقت مبكر من اللقاء. بالإضافة إلى ضغوط أنه المرشح الفوز أمام فريق أقل منه فنيا، إلا أن ليون نجح فى تنظيم خطوطه الدفاعية، وفى الوقت نفسه جلس ديفيد سيلفا ورياض محرز وفيل فودين مع البدلاء. كأن جوارديولا كان واثقا من الفوز أو يلعب بحيلة تخدير منافسه إلى حين يدفع بهؤلاء الثلاثة لقتل المباراة فى توقيت ما. لكن الحيلة لم تنجح وجرت الإستعانة بمحرز وسيلفا لإنقاذ مايمكن إنقاذه.. ولكن كان الأوان قد فات فقد مضى ليون إلى الدور قبل النهائى على جسر مانشستر..!