اللاعبون.. بكرة النار
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 8:57 ص
بتوقيت القاهرة
●● اليوم أحد تلك الأيام التى يردد فيها الكثيرون الدعاء بأن يمر بسلام وأمان، حيث يخوض الأهلى مباراته الحاسمة مع الترجى التونسى. وليست القضية فى الفوز أو الهزيمة، ولكنها فى الخوف من نار الشغب والعنف، والرجاء فى مشهد حضارى نتمناه، ويسجل فى أذهان المراقبين، كما سجلنا نحن السلوك المتحضر لجماهير الوداد المغربى، التى صفقت للفريقين عقب المباراة، ووقفت تحية لأبوتريكة لحظة مغادرته الملعب.
●● قد لا يفيد الكلام، لكننا لا نملك سوى الورقة والقلم، وهما سلاحنا الذى ندعو به للقيم والخير والأخلاق النبيلة والروح الرياضية، وهما أيضا سلاحنا الذى نحارب به الفوضى، والاستهتار.. وهذا دور ورسالة لعلها تصل، ولعل الأمل يتصل.
●● لاشك أن الانتماء قيمة بناءة، وأن الانتماء عصبية وقوة، وليس تعصبا، وكرة القدم تفجر هذا الانتماء وتظهره.. وكنت وما زلت أرى أن تلك هى الطاقة الإيجابية فى قلوب جماعات الألتراس.. فهم وراء تغيير شكل المدرجات وشكل التشجيع، وأضفوا البهجة على المباريات.. ويؤكد أعضاء جماعة الألتراس أن هناك من يندس بينهم، ويشوه صورتهم لدى الرأى العام.. لكن فى جميع الأحوال تلك الطاقة الإيجابية تكون سلبية وتخرج على القانون وتتجاوز الحدود فى أحيان أخرى، كما حدث من بعضهم فى أثناء محاكمة زملائهم، فكيف تمس قدسية القضاء وتستباح بهذه الصورة.. ما معنى أن تحطم أبواب ونوافذ المحكمة حين قرر القاضى تأجيل نظر القضية حتى الخامس من أكتوبر المقبل؟
هذا السلوك لايمكن قبوله لأى سبب، ومهما كانت المبررات، وإلا فإننا نؤيد الاعتداء على القضاة ونهز قدسية المحاكم حين تصدر أحكاما لا تتوافق مع رغبات المتهمين؟!
●● كلنا مع الحرية، وكلنا أيضا ضد الفوضى. كلنا مع احترام القانون، وكلنا أيضا ضد عصا القانون.. كلنا مع السيادة الوطنية، وكلنا أيضا ضد القمع بحجة السيادة.. ونحن مع شدة الأسف، فى مرحلة تختلط فيها الآراء والأشياء والمواقف.. وفى تقرير لجنة تقصى الحقائق بشأن أحداث 9 سبتمبر ما يشير إلى وجود عناصر مندسة تحاول استغلال مظاهرات الجموع لإجهاض الثورة، وهو ما يمثل اختلاطا متعمدا بين أغلبية تمثل أنصار الحرية وبين عصابة إشاعة الفوضى.
●● قبل 25 يناير كنا نقبل تلك الدعوة للعصيان المدنى، إزاء الاستبداد والتزوير والتزييف.. وهو أمر يصعب قبوله الأن فى بلد يئن وينزف أمنيا واقتصاديا.. وهو خطر حقيقى ونتائجه ستكون شديدة الخطورة والعمق والجرح، وستطول البلد كلها.. يا ناس توقفوا عن اللعب بالنار؟
●● هذا الخلط بين الحرية والفوضى، وبين احترام القانون وبين عصا القانون، يجعل بعض الناس، رافضة، غاضبة، مستهترة، مزدحمة، مختنقة، متخانقة، محبطة، يائسة.. وهذا من نتائجه انتشار كرة النار، واللعب بالنار وتعدد اللاعبين بها؟!