لورا لومر.. مستشارة ترامب الجديدة؟!

تقارير
تقارير

آخر تحديث: الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 5:55 م بتوقيت القاهرة

أثار وجود اليمينية المتطرفة، لورا لومر، إلى جانب دونالد ترامب فى الحملة الانتخابية فى الأيام الأخيرة تساؤلات، بما فى ذلك من قبل بعض من ينتمون للحزب الجمهورى. ويشعر حلفاء ترامب بالقلق من أن علاقات الرئيس السابق بالناشطة اليمينية قد تكلفه أصواتًا فى ولايات رئيسية.

قال بعض الحلفاء لشبكة إن بى سى نيوز الأمريكية إن هناك «مخاوف حقيقية" بشأن ارتباط لومر وترامب، وخاصة فى أعقاب منشورها العنصرى على وسائل التواصل الاجتماعى عن نائبة الرئيس كامالا هاريس هذا الأسبوع، حيث كتبت إن «البيت الأبيض سوف تفوح منه رائحة الكارى» إذا فازت هاريس بالانتخابات الرئاسية (لأنها تنحدر جزئيا من أصل هندى).

حذر العديد منهم من أن خطاب لومر حول هاريس قد يضر بمكانة ترامب لدى الناخبات والناخبين المنتقدين، وخاصة فى ولايات جورجيا وكارولينا الشمالية، والتى تضم عددا كبيرا من السكان الهنود الأمريكيين والهندوس.

قال أحد الاستراتيجيين الجمهوريين فى ولاية جورجيا ــ إحدى الولايات الحاسمة فى الانتخابات الأمريكية: «هناك أشخاص يريدون أن يكونوا مفيدين، ويريدون الفوز، ولديهم الآليات اللازمة للقيام بذلك. ولكن هناك جسر لن يعبره هؤلاء الأشخاص، ويبدو الآن أن دونالد ترامب عازم على عبوره. إذا عبر هذا الجسر مع أشخاص مثل لورا لومر، فلن يكون الأشخاص الذين يحتاجهم للفوز على الجانب الآخر منه معه».

•  •  •

نشرت لومر نظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة. وخلال إدارة ترامب الأولى، تم حظرها من بعض منصات التواصل الاجتماعى بسبب منشورات معادية للإسلام. يوم الثلاثاء الماضى، سافرت لورا البالغة من العمر 31 عامًا إلى فيلادلفيا على متن طائرة ترامب لحضور المناظرة الرئاسية ضد هاريس، ربما كانت اللحظة الأكثر تميزا فى تلك المناظرة عندما كرر ترامب ادعاء لا أساس له من الصحة بأن الأشخاص المهاجرين غير الشرعيين من هايتى كانوا يأكلون الحيوانات الأليفة فى مدينة صغيرة فى أوهايو. وقال: «إنهم يأكلون حيوانات الناس الذين يعيشون هناك».

قال ترامب إنه كان يكرر ادعاءات سمعها على شاشة التلفزيون، لكن النظرية بثتها السيدة لومر قبل يوم واحد فقط من المناظرة. إذ كررت هذه الادعاءات لمن يتابعها على منصة إكس والبالغ عددهم 1.2 مليون شخص.

وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، روجت لومر لادعاء كاذب مفاده أنه خلال المناظرة الرئاسية، ارتدت هاريس أقراطا صوتية ساعدتها على التواصل مع المستشارين من على المسرح. لكن تم تفنيد النظرية على نطاق واسع. وقال أحد حلفاء ترامب: «لن أتسامح معها ولا يمكننى تحمل تعليقاتها، لا أريدها فى أى مكان بالقرب منا على الإطلاق. هذه ليست هويتنا كحزب».

أبلغ مصدر مجهول ــ قريب من حملة ترامب ــ وكالة الأنباء الأمريكية سيمافور إنهم قلقون «بنسبة 100٪» بشأن قرب السيدة لومر من ترامب. كما كتب السيناتور عن ولاية كارولينا الشمالية، توم تيليس، على موقع إكس: «لورا لومر هى من أنصار نظرية المؤامرة المجنونة التى تنطق بانتظام بقذارة مقززة تهدف إلى تقسيم الجمهوريين». وأضاف: «لا يمكن لللجنة الوطنية الديمقراطية أن تقوم بعمل أفضل مما تفعله لإيذاء فرص الرئيس ترامب فى الفوز بإعادة انتخابه». وفى حديثه فى مؤتمر صحفى فى كاليفورنيا فى 13 سبتمبر، قال ترامب فقط إن السيدة لومر «مؤيدة» وأنه لم يكن على علم بالتعليقات الأخيرة التى أدلت بها عن هاريس، أو تعليقاتها حول أحداث 11 سبتمبر (ادعت أن الإدارة الأمريكية هي المخطط للهجوم). وأضاف الرئيس السابق: «لا أستطيع التحكم فى لورا. لورا عليها أن تقول ما تريد. إنها روح حرة».

لم تستجب السيدة لومر لعدة طلبات للتعليق من هيئة الإذاعة البريطانية. ولكن على إكس، قالت إنها تعمل «بشكل مستقل» لمساعدة ترامب، الذى أشارت إليه باعتباره «الأمل الأخير لأمتنا حقًا».

•  •  •

ولدت لومر فى ولاية أريزونا عام 1993، وعملت كصحفية استقصائية. فى عام 2020، ترشحت ــ بدعم من ترامب ــ كمرشحة جمهورية لمجلس النواب الأمريكى فى فلوريدا، لكنها خسرت أمام الديمقراطية لويس فرانكل. حاولت مرة أخرى بعد عامين، عندما ترشحت دون جدوى لإزاحة النائب دانيال وبستر فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى فى ولاية فلوريدا لكن فى دائرة انتخابية مختلفة.

الآن، تُعرف بدعمها الصريح لترامب وترويجها لسلسلة طويلة من نظريات المؤامرة بما فى ذلك مزاعم بأن كامالا هاريس ليست سوداء، وأن نجل الملياردير، جورج سوروس، كان يرسل رسائل غامضة تدعو إلى اغتيال ترامب.

فى العام الماضى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب أعرب عن اهتمامه بتوظيفها لحملته، ولم يتراجع إلا بعد أن أعرب كبار المساعدين عن قلقهم من أنها قد تلحق الضرر بجهوده الانتخابية.

 •  •  •

فى أعقاب الهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى عام 2023، روجت لومر وغيرها من الأشخاص المؤثرين اليمينيين قصة كاذبة زعموا فيها أن الثالث عشر من أكتوبر 2023 سيكون «يوم الجهاد» العالمى، وهى القصة التى دفعت مالك عقار يبلغ من العمر 71 عامًا فى إلينوى إلى محاولة قتل مستأجرة مسلمة وطعن ابنها البالغ من العمر 6 سنوات حتى الموت. وبعد وقوع حادث سيارة مميت فى لونج بيتش بولاية كاليفورنيا فى 14 أكتوبر الماضى، قالت لومر إن الحادث كان «إرهابًا إسلاميًا»، مدعية أن الشرطة لديها أمر بحظر النشر. ذكرت الشرطة لاحقًا أنه «لا يوجد ما يشير إلى أن هذا الحادث كان عملاً إرهابيًا ولا يرتبط بالعنف الحالى فى إسرائيل". ناهينا عن ظهورها مؤخرا في صورة صحفية تضع على صدرها نجمة إسرائيل السداسية.

 •  •  •

وفقًا لمعايير عالم  MAGA «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (شعار ترامب فى حملته الانتخابية)، برزت لومر كشخصية متطرفة عندما أطلقت على نفسها مناصرة «للقومية البيضاء»، ووصفت أمريكا بأنها «دولة عرقية يهودية مسيحية بيضاء» دمرها التنوع. بعد وفاة النائبة شيلا جاكسون لى، شخصية بارزة فى مجموعة الكتلة السوداء بالكونجرس، بالسرطان فى يوليو الماضى، نشرت لومر على الإنترنت أنها «ستذهب إلى الجحيم».

اكتسبت لومر مكانتها البارزة فى حركة MAGA من خلال مواجهة أعضاء الحزب الديمقراطى أمام الكاميرا بأسئلة عدوانية كانوا يرفضون الإجابة عليها عادة. وبعد نصب كمين للعديد من المرشحين المسلمين فى ميشيجان ومينيسوتا، بما فى ذلك إلهان عمر، بدأ الحزب الديمقراطى فى التعرف عليها وإبعادها عن الفعاليات.

لكنها أثبتت أنها شخصية مثيرة للاستقطاب بين أعضاء الحزب  الجمهورى أنفسهم من خلال استخدام نفس التكتيكات ضدهم إذا كانت تعتقد أنهم يعارضون ترامب. على سبيل المثال، سافرت لومر إلى ولاية آيوا قبل مؤتمرات هذا العام، حيث واجهت رون دى سانتيس فى الفندق الذى كان يقيم فيه فريق حملته، ووصفته بأنه «الحاكم الغائب» الذى «خان الرئيس ترامب» بالترشح ضده. ونشرت على منصة إكس: »روح دى سانتيس غادرت جسده الجبان حرفيا عندما رآنى». كما أنها دخلت فى عداوة مع النائبة مارجورى تايلور جرين، التى وصفتها بأنها «خائنة».

 ترجمة: ياسمين عبداللطيف

النص الأصلي:

https://bitly.cx/V8sU

https://bitly.cx/kFsVL

https://bitly.cx/xsCak

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved