المناصب ليست «تكايا»!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 5:15 م
بتوقيت القاهرة
أى مصرى يتمنى فوز أبوتريكة بجائزة أحسن لاعب أفريقى وفوز هانى أبوريدة بعضوية المكتب التنفيذى للفيفا. خاصة أن الكرة المصرية غائبة تماما عن المناصب الدولية، والمصروين غائبون تماما عن ذهن الفيفا ورجاله، ومسابقة أحسن لاعب والانتخابات الأفريقية لا علاقة لهما بمصر البلد والوطن، والوطنية.
فلو خسر أحدهما ــ أبوتريكة أو أبوريدة ــ لن تكون تلك هزيمة لمصر، كما أن فوزهما ليس فوزا لمصر، راجيا أن نتوقف عن إقحام مصر فى كل مباراة، وكل منصب، وكل أغنية، وكل جملة، فمصر ليست حدثا ولا مناسبة ولا شخصا.. هل هذا واضح؟!
المناصب الرياضية الدولية أو غير الرياضية مهمة، وجميل أن يتولاها أبناء مصر، وكل جائزة دولية لمصرى ترفع رأس المصريين. ولذلك أسعدنى أن يعلن هادى فهمى عن مناصرة ومساندة اتحاد كرة اليد للدكتور حسن مصطفى فى انتخابات الاتحاد الدولى للعبة، وكان يسعدنى أكثر أن أرى المساندة نفسها من المهندس حسن صقر ــ رئيس المجلس القومى للرياضة ــ، وهى مساندة فى حدود مفهوم المنصب وأهميته الحقيقية، لأن حسن مصطفى لا يخوض حربا، ولو خسر المنصب لن يكون شهيدا. المسألة أبسط من تلك التعقيدات التى نغلف بها أمورنا فى إطار «تحلية البضاعة» أو استنفار الهمم واستجداء واستدعاء المعدن المصرى الشهير الذى يظهر أوقات الشدة!
ومن أسوأ ما فى المناصب الدولية التى يرشح لها أبناء مصر أو يتولونها أن يطالب بعض السذج، ومحترفى الواسطة «وعشاق الكوسة» هؤلاء الرجال الذين يتولون المناصب أو يترشحون لها بمراعاة مصر وفرقها ومنتخباتها، مع أن أهمية تلك المناصب ليست منح مصر وفرقها مالا تستحقه، لأن تلك الهيئات والاتحادات الدولية ليست تكايا ولا عزبا، خاصة كما يظن أصحاب التكايا والعزب هنا.. وإنما أهمية تلك المناصب أن نكون على اتصال بالدنيا وبالعالم وأن نفهم ونعرف ما يجرى، وأن تصل وجهة نظرنا، وأن نفوز بحقوقنا لو كانت لنا حقوق.. تلك قيمة فوز حسن مصطفى بمنصب رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد وقيمة فوز هانى أبوريدة بعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا.. وقيمة فوز أى مصرى بأى منصب دولى رياضى أو غيره.. هل هذا واضح؟!
إذا كان د. صفى الدين خربوش يشكو من وجود ألف قرية بلا مركز شباب، وألف مركز شباب بلا أسوار.. ألم يكن من الأفضل أن نبنى مائة مركز شباب فى مائة قرية، حتى نبنى مائة سور حول مائة مركز للشباب؟!
إننا منذ نصف قرن نستعرض بإنتاج الكم دون الاهتمام بالكيف، واليوم لا يوجد عندنا كم ولا كيف.. فمراكز الشباب لا تمارس فيها الرياضة ولا علاقة لها بالأهداف التى بنيت من أجلها.. الصبر يارب.. نشكى لمين ونحاسب مين؟!