شفيق الذى لم يكن ينتوى
وائل قنديل
آخر تحديث:
الجمعة 17 فبراير 2012 - 9:05 ص
بتوقيت القاهرة
مع انفجار ماسورة الكلام والتصريحات الغزيرة للسيد أحمد شفيق، يحتاج منك الأمر لقدرة هائلة على تمالك أعصابك قبل أن تموت من الضحك، فالرجل الذى لم يكن ينتوى الترشح لانتخابات الرئاسة حتى جاءه الأمر من على صفحات التواصل الاجتماعى، يقدم نفسه باعتباره صاحب إنجازات مع عبدالناصر والسادات وليس مع مبارك فقط، على الرغم من أن كل علاقته بجمال عبدالناصر أنه خريج أوائل الستينيات، مثله مثل عشرات الآلاف من المصريين، لم نسمع أن أحدا منهم حسب نفسه على نظام عبدالناصر.
وأزعم أنه فى كل ما كتب عن تاريخ الحقبة الناصرية، لم يرد اسم أحمد شفيق من قريب أو من بعيد، ولم يظهر فى أى دور، حتى ولو على طريقة «برعى» فى مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، كان هناك العقيد على شفيق فقط رجل عبدالحكيم عامر وزميل شمس بدران.
وبالتالى لا يستقيم أن يضع أحمد شفيق فى سيرته الذاتية أنه من رجال الحقبة الناصرية، وإلا ستكون السى فى مضروبة، وهذا لا يليق برجل يرى فى نفسه الكفاءة لرئاسة مصر، فضلا عن أن أول ظهور للسيد شفيق فى منصب عام كان بعد رحيل أنور السادات، حيث لم يذق طعم المناصب إلا من يد حسنى مبارك حين عينه ملحقا عسكريا فى سفارة مصر فى روما عام ١٩٨٤، وبالتالى لا يمكن بلع أنه كان من رجال عصر السادات بسهولة.
وبعيدا عن حشو «السى فى» للمرشح الجنتل، فإن الأبرز فى مسيرته كلها أن اسمه ارتبط بحسنى مبارك منذ البداية ارتباط الظل بالعود، وليس من قبيل المصادفة أن مبارك وهو يصارع الغرق لم يجد سوى شفيق كطوق نجاة، له وللعائلة الكريمة، وأبسط قواعد الانضباط والأمانة التى يتحدث عنها الجنتل كثيرا ألا تغفل سيرته الذاتية أنه كان رئيس حكومة مصر لحظة مذبحة موقعة الجمل ضد الثوار، التى نفذها النظام الذى عين أحمد شفيق للقضاء على الثورة.
ولا يجب أن تغفل «السى فى» أيضا أن مصر بقيت واقفة على قدميها أياما وأسابيع فى ميدان التحرير متخذة قرارا تاريخيا بعدم مغادرة الميدان إلا وفى يدها قرار إقالة أحمد شفيق من رئاسة حكومة مبارك الأخيرة.
ولا أدرى لماذا يردم السيد شفيق على أصوله المنوفية، بحيث لا تظهر أبدا فى سيرته الذاتية، ولا فى حديثه عن الجذور والمنابع، رغم أن منها رئيسين سابقين، الأول جرى اغتياله، والثانى تم خلعه، علما بأن هذه المسألة تثير حيرة أهالى مدينة منوف وغضبهم من تجاهل الفريق لهم.
وبعيدا عن «السى فى» نوجه عناية سيادته إلى أن أطفال المدارس يهتفون الآن بسقوط حكم العسكر ورحيل المشير ومجلسه، ومن ثم لا داعى للتفاخر بحكاية استشارة المشير قبل اتخاذ قرار الترشح، اللهم إلا إذا كان الفريق قد انتوى الترشح بقصد التسلية، أو أن الذين يقودون سرب حملته ممن حلموا يوما بقيادة قطار جمال مبارك قد خانهم ذكاؤهم إلى هذا الحد.