«عيد الحب» هذا العام
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 17 فبراير 2018 - 10:30 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف» وجاء فيه: بسبب اﻷوضاع الاقتصادية الصعبة دَمَجنا «عيد الحب» و«عيد اﻷم» مع «عيد العمال»، ليصبح «عيد حب أم العمال»، وبناءً عليه جعلنا أغنية العيد «ست الحدايد ع الحديدة». هذه النكتة التى أطلقتها نساء عراقيات بمناسبة «عيد الحب» أمس، تُصِّور وضع النساء حول العالم، من بغداد إلى «هوليود». فأجمل وأشهر نجوم الشاشة الأمريكية أطلقن إعصار «تسونامي» من المظاهرات النسائية عبر القارات، تحمل لافتات من كلمتين «أنا أيضا»، وتعنى أنهن أيضا تعرضن لانتهاكات جسدية مماثلة لما ارتكبها المنتج السينمائى «وينستاين» ضد نجوم هوليود.
وحملت ملايين رسائل التواصل الاجتماعى عبارة «أنا أيضا» موسومة بعلامة #. وفى أمريكا عرضت مكاتب محاماة معروفة مبالغ مالية كبيرة نقدا لنساء يوافقن على إقامة دعاوى ضد المعتدين، تسترجعها أضعافا عند كسب الدعاوى. وأنتجت كبرى شركات الأغانى الأمريكية تسجيلات «أنا أيضا». وفى «منتدى الاقتصاد العالمى» فى «دافوس» بسويسرا عُقدت ندوة «أنا أيضا» حيث تحدّث «داشر كيلتنر» أستاذ الفلسفة فى «جامعة بيركلى» بكاليفورنيا عن تغير نموذج السلطة على الصعيد العالمى. «فالرجال يجتذبهم طراز السلطة الميكافيلى، من الأعلى إلى الأدنى، والآن يزداد زخم الأسلوب التعاونى والمنصف، الذى تتسم به القيادة النسائية».
والمثل البغدادى يقول «شباط لو شبّطْ، ولو لَبّطْ بى روايح الصيف». و«شباط» شهر فبراير، وفيه «تُشبطُ وتُلبِّط» روايح زهور الليمون «القدّاح» كما يسميها العراقيون، وتنتعش بها الأرواح والأجسام، حتى عند درجة 40 تحت الصفر مئوية، حسب تجربتى فى غابة على الحدود الروسية الفنلندية، وحيثما يضوع «القدّاح» يضوع الحب، وهو سبب ردود الأفعال الغاضبة على حملة «أنا أيضا». نجمة السينما الفرنسية «كاثرين دينوف» تقول: «ينبغى أن تكون للرجال حرية صفع النساء». ذكر ذلك تقرير عن توقيع «دينوف» و100 شخصية فرنسية على رسالة منشورة فى «لوموند» تحتج على الحملة العالمية ضد حرية الحب، التى أثارتها فضيحة «هوليود». واستنكرت الرسالة ما اعتبرتها «حملة اقتصاص عامة ضد الرجال أجبرت بعضهم على ترك أعمالهم لمجرد أنهم لمسوا ركبة امرأة أو سرقوا قبلة، أو أرسلوا رسائل عاطفية عبر الإنترنت»! وقال التقرير: «ما بدأ كدعوة النساء للكلام المفتوح عما يتعرضن له، تحول إلى عكسها، أى إرعاب الناس عن قول الحق، واتهام نساء رفضن الامتثال لذلك بالتواطؤ والخيانة».
وليس كنساء العرب تجسيد لقول الشاعر الإنجليزى «إليوت»: «الرجال يعيشون بالنسيان، والنساء يعشن على الذكريات». النجمة والمخرجة «سلمى حايك» اللبنانية المكسيكية، كتبت مقالا مسهبا فى «نيويورك تايمز» استهلته بسطر واحد يُصور تعقيد شخصية المنتج السينمائى «وينستاين»، بطل الفضائح: «محب للسينما مشبوب العاطفة، مُخاطر، راعٍ للمواهب، ووالد حنون، ووحش». والفضيحة الحقيقية، حسب تقديرها: «الإدراك المتأخر لرذيلة كانت مقبولة اجتماعيا، ومهينة لملايين الفتيات مثلى، لأنه داخل كل امرأة فتاة». والمدهش أن تستمدّ «سلمى» من الرسامة المكسيكية «فريدا كالهو» العزم على شق طريقها فى «هوليوود»، وقد أفلحت بإقناع «ونستاين» على دعم إنتاج فيلم عن «فريدا»، رغم أنها كانت شيوعية، وزوجة «دييغو ريفيرا» أشهر فنانى الجداريات المكسيك. أبدع «ريفيرا» جدارية «الإنسان سيد الكون» بناءً على طلب الثرى الأمريكى «روكفلر» الذى أمَر لاحقا بتحطيمها، لإصرار «ريفيرا» على تصوير «لينين» ضمن عباقرة الفكر العالمى منذ عصر الإغريق!
وللعراقيات نصيب فى «عيد الحب» هذا العام. «أفراح شوقى»، مراسلة «الشرق الأوسط» اللندنية فى بغداد، تصدرت الأنباء قبل عام عملية اختطافها، وجهود رئيس الوزراء العبادى لإطلاق سراحها. ظهرت «أفراح» أمس الأول فى برنامج الفضائية الروسية «قصارى القول»، تتحدث من باريس، وهى تلثغ بحرف الراء، عن اختطافها، وتعذيبها، والتحقيق معها فى «وزارة الثقافة» فى بغداد. «ست الحدايد ع الحديدة!».
الاتحاد ــ الإمارات