180 درجة..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 17 مايو 2010 - 12:13 م
بتوقيت القاهرة
أصبح مجتمعنا معروفا بهذا التحول المعاكس فى قضايا وآراء وأشياء.. فاليوم كنا نحتاج إلى وصول فريقين من الجزائر كى نتحدث عن الوفاق مع الفرق الجزائرية الرياضية من أجل شبيبة القبائل ووفاق سطيف.. بينما كان الوضع مختلفا ومغايرا قبل أن تسحب من الكرة الزجاجية قرعة دورى المجموعات الأفريقى..
نربط رؤيتنا ومواقفنا، بالمستجدات والمتغيرات ونحن فى أشد الحاجة إلى بناء ثوابت والاستقرار عليها والتعامل على أساسها مع الغير، كل الغير. فبعد أحداث أم درمان، وربما قبلها وقعت تجاوزات إعلامية وخطابية مذهلة سواء هناك فى الجزائر أو هنا فى مصر. ووصل الأمر لدرجة أن رئيس الاتحاد الجزائرى طلب حمايته، وهو يزور القاهرة لحضور اجتماعات الكاف. واليوم تغير الخطاب بصورة مذهلة، والدعوة للصفع من أشخاص أصبحت دعوة للصفح من نفس الأشخاص.. تسألنى ماذا أريد؟
ما أردته قلته وكتبته مرات مرات. ولم أرهنه بمباراة مقبلة أو سابقة. ما أريده أن نحاسب المسئول عن الجريمة الإعلامية العربية، التى أفسدت وأشعلت العلاقة بين الشعبين. وفى هذا الصدد اتهمت الصحف الجزائرية الخاصة، التى ضخمت من حادث إلقاء حجر على أتوبيس الفريق قبل مباراة 14 نوفمبر، وتحدثت عن سقوط قتلى وشهداء فى القاهرة. بينما تعرضت الفرق المصرية من قبل لقذائف من الحجارة والسباب فى الملاعب، ولم نبلغ الفيفا، ولم نولول على أنفسنا كما ولولوا؟
ما أريده أن نحاسب الذين أفسدوا العلاقة أو سعوا لإفسادها. ومعهم هؤلاء الذين مضوا خلف شياطين الإنترنت، وضخموا ما لا يستحق، ونشروا ونثروا حرب الصغار، التى يخوضها بضعة آلاف على الملايين فى العالم العربى، فبدوا أنهم الذين يهاجمون وغيرهم من المدافعين؟
إننا نؤمن بمحيطنا العربى وأنه لا يمكن الاستغناء عنه سياسيا، واقتصاديا وفنيا ورياضيا.. ونرى أن الخطاب الإعلامى المصرى يتحدث بلغة تجاوزها الزمن والظرف، بهذا الكلام عن الريادة والقيادة والتاريخ والتفوق. وكلها حقائق ليست فى حاجة إلى حديث. فمصر بالتاريخ والجغرافيا وغيرهما دولة قائدة ورائدة. لكنه خطاب أصاب المتلقى العربى بالسأم. بقدر ما أصاب المواطن المصرى.. فما يجب أن يحكمنا فى كل علاقتنا هو المصلحة، مرحبا بالفرق الجزائرية والعربية كلها.. لكن يوم يحدث أى تجاوز ضد أى فريق مصرى فى أى دولة عربية، يجب أن يكون لنا موقفنا الرافض والحازم، ولو أدى الأمر إلى الشكوى للجهة الدولية فورا، فالشكوى على الأقل تكون موقفا؟!
شأن علاقات الدول الأخرى، المصلحة تحكمنا فى علاقاتنا. فلا يوجد منطق الأسرة والشقيق الأكبر.. والمصلحة لا تعنى الاستعلاء، والمصلحة أيضا لا تعنى الإنحناء.. ويبقى مشهد التحول 180 درجة.. إنه يجعل الناس لا تصدق موقفنا الأول وموقفنا الأخير؟!