گورونا: سيناريو مختلف
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 17 مايو 2014 - 7:25 ص
بتوقيت القاهرة
مازالت ماثلة فى الأذهان تلك الإجراءات العنيفة والتصريحات عالية النبرة التى صدرت عن منظمة الصحة العالمية خلال أزمة إنفلونزا الخنازير والطيور. البيانات المتتالية التى انتهت بإعلان الاستعداد للجائحة والوباء، حالة الارتباك التى سادت العالم وبثت الرعب فى قلوب سكانه. المصانع التى أنشئت خصيصا لتصنيع المصل الواقى وأقراص التاميفلو وأنفقت عليها الملايين حتى إنها أنهكت ميزانيات بلاد العالم النامى ونحن منها بالطبع.
الهاجس الذى يراودنا الآن: هل سيتكرر نفس السيناريو بعد ازدياد حالات الإصابة والعدوى وتزايد حالات الوفيات بعد تفشى عدوى فيروس كورونا؟
الواقع أن سلوك منظمة الصحة العالمية تلك المرة مغاير تماما لما سلكته فى الأزمة السابقة! تصريحات مطمئنة وزيارات ميدانية للسعودية ومستشفياتها كان من أهمها تلك التصريحات التى أدلت بها السيدة رنا صيدانى المتحدثة باسم المكتب الإقليمى للمنظمة «الزيارة كانت مفيدة وتمكنا من تحديد أن الزيادة الأخيرة فى أعداد الإصابات والوفيات لا يعود إلى تحول فى طبيعة الفيروس، إنما اكتشفنا أن السبب الرئيسى كان زيادة عدد الحالات من العاملين فى المستشفيات خاصة الأطباء والممرضين بسبب الثغرات التى اكتشفنا وجودها فى إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها التى توصى بها المنظمة.
نفت صيدانى أن الأمر ليس فى مرحلة الوباء التى ينتقل فيها الفيروس من إنسان لآخر بصورة متسارعة وأكدت أنه ليس هناك قيود على السفر أو التجارة مع السعودية وخاصة خلال موسمى الحج والعمرة!
إذن الأمر مطمئن تحت السيطرة حتى إن منظمة الصحة العالمية ترى مستقبل المرض خلال شهور قادمة ولا ترى ضرورة اللجوء لأى إجراءات استثنائية رغم أنها تشير إلى أن طريقة انتقال العدوى غير معروفة إلى الآن وأنها على الأرجح لا تتم عبر الهواء بسهولة لذا تعتبر أن الطريقة التى يتم بها انتقال الفيروس هى الاحتكاك المباشر.
وزارة الصحة المصرية حذرت من السفر للسعودية وطالبت المصريين بإرجاء العمرة والحج هذا العام. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن لا خطر يهدد الحجاج والمعتمرين وأصحاب التجارة إذا ما شدوا الرحال إلى العربية السعودية!
هذا التضارب فى الرأى يحتاج لتوضيح يعتمد كلية على العلم ولا شىء غيره ونحن فى الانتظار.