وحزم سياسى فى كامب ديفيد
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 17 مايو 2015 - 8:25 ص
بتوقيت القاهرة
حرصت واشنطن والرياض على استنقاذ صورة القمة الأمريكية ــ الخليجية فى كامب ديفيد، بسبب قرار الملك سلمان إنابة ولى العهد الأمير محمد بن نايف وولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان حضورها بدلا منه، ففى وقت واحد تقريبا جاءت التوضيحات من وزير الخارجية عادل الجبير ومن مستشار الرئيس الأمريكى بن رودس.
بن رودس أعلن أن أوباما بادر إلى الاتصال هاتفيا بالملك سلمان وتباحثا فى القمة وقلل أبعاد قرار عدم تلبيته دعوة أوباما، أما جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض فقال ان الرياض لم تعبّر عن بواعث قلق من جدول أعمال القمة وان واشنطن واثقة من ان المسئولين السعوديين الذين يحضرون قادرون على تمثيل بلدهم وتنفيذ أى قرارات تتخذ.
الجبير قال إن بين السعودية وامريكا علاقات إستراتيجية منذ عام ١٩٤٥ وتزداد قوة ومتانة وليس لدينا شك فى التزام أمريكا بأمن المملكة، وان الطرفين ينظران إلى افضل ما يمكن ان يقوما به لمواجهة النشاطات السلبية الإيرانية فى الشرق الأوسط، «وما يجب ان نقوم به فى كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن».
لكن الكلام الديبلوماسى شىء وواقع عدم ذهاب سلمان إلى كامب ديفيد شىء آخر، وخصوصا فى ظل الأنباء التى تحدثت عن صدمة فى الإدارة الأمريكية لفقدان أوباما رمزية الحضور التى راهن عليها الديموقراطيون الذين يحشدون لمعركة الرئاسة سنة ٢٠١٦، فى حين اعتبر الجمهوريون الأمر نقطة فى مصلحتهم!
طبعا الكلام الديبلوماسى ضرورى، لكنه لا يلغى مثلا دلالات تصريح السيناتور جون ماكين الذى يقول ان دول الخليج تشعر بالخديعة وباتت مع اوباما تشعر بأنها لا تجد سندا فى الإدارة الأمريكية، ولهذا يبدو ان امام اوباما جبلا مرتفعا جدا من الشكوك عليه ان يزيله.
ويرى ماكين أن أفضل دليل على المرارة العميقة التى سببها تفاوض امريكا مع إيران سرا لمدة ثلاثة اعوام فى عُمان من دون إبلاغ حلفائها الخليجيين الذين يَشكون من العربدة الإيرانية فى المنطقة، ان السعودية تعمّدت ان تبلغ قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال لويد اوستن قبل ساعة واحدة من البدء بـ«عاصفة الحزم»، خصوصا أن واشنطن كانت قد سحبت سفارتها من صنعاء بعد الانقلاب الحوثى الذى حركته طهران ولم تدلِ بتعليق واحد!
العتب والمرارة عند السعودية والخليجيين من امريكا لن يتحوّل خصومة طبعا، ولن ترتفع اصوات خليجية تحذّر من «الشيطان الأكبر» او شعارات تقول «الموت لأمريكا» على الطريقة الإيرانية المعروفة التى ربما يستسيغها اوباما، ولكن امتناع سلمان عن الذهاب إلى كامب ديفيد عاصفة حزم سياسية واضحة وصريحة هدفها مواجهة انقلاب أوباما على تاريخ من علاقات التحالف الحارة بين أمريكا ودول الخليج وسيكون لهذه العاصفة أثرها حتما.
النهار ــ لبنان
راجح الخورى