لماذا كانت تجربة غينيا أقوى من مباراة تنزانيا؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 17 يونيو 2019 - 10:15 م
بتوقيت القاهرة
مروان سبق كرأس حربة.. وأشرف كظهير أيسر..
والننى بجوار حامد.. والمحمدى طائرا.. والسعيد رأس المثلث المقلوب..!
المنتخب يضم أصحاب مهارات خاصة..
.. لكن المهم تناغم مهارة الفرد مع الأداء الجماعى والخططى للمدرب المكسيكى
** الفارق بين تجربتى تنزانيا وغينيا، هو الفارق بين فريق له قدرات محدودة، وبين فريق يملك قدرات غير محدودة، ولا أعنى بذلك منتخب مصر والتشكيل الذى لعب به، وإنما أعنى منتخب تنزانيا ومنتخب غينيا، فالفريق التنزانى قرر أن يدافع كاختيار وحيد من بداية اللقاء وفعل ذلك بجودة عالية وبتنظيم، وبفكر لمدرب ذكى وهو إيمانويل أمونيكى، ببناء حائطين دفاعيين أمام مرماه، وحرمان منتخب مصر وخط هجومه من أى مساحات يبنى بها خططه، وتحركاته، ويحرمه أيضا من أى مساحة بين خط ظهر الفريق وبين حارس مرماه، مما صعب من إرسال لاعبى المنتخب لكرات طولية خلف ظهر الدفاع التنزانى وهى الجملة التى يجيدها الفريق، ويستعملها كثيرا، بجانب الكرات العرضية.
** منتخب غينيا كان يدافع ويهاجم، ويملك مهارات فردية عالية، ويملك شخصية قوية، ولا يهاب المواقف، وفى هجومه أخطار ترتب عليها أخطاء من خط ظهر المنتخب، نتيجة سرعات لاعبى غينيا وقوتهم فى الالتحام ونتيجة لتقارب المسافات بين اللاعبين عند شن الهجوم، وهو كان ما يمثل ضغطا على دفاع المنتخب ويقوده إلى أخطاء غير مقصدودة.. فالذين ينتقدون أداء المنتخب الوطنى أمام تنزانيا كان عليهم رؤية أسلوب الفريق المنافس والصعوبات التى قام ببنائها أمام المنتخب، خاصة أن الفرق التى تختار شقا واحدا للتنفيذ فى كرة القدم تفعل ذلك بصورة أسهل من السعى للدفاع والهجوم.
** لذلك وصل منتخب مصر إلى منطقة جزاء غينيا كثيرا وكان تهديده أكبر من تهديد مرمى تنزانيا مع أن الفريق وصل أيضا إلى مرمى رجال إيمانويل أمونيكى 27 مرة لكنه لم يسجل سوى هدف واحد، لأن الوصول كان فى مساحات ضيقة تفسد الفرص، بينما الوصول المتكرر لمرمى الفريق الغينى كان خطيرا لوجود مساحات فى الدفاع، وأضف إلى ذلك أنه فى أداء المنتخب كانت هناك زيادة فى عدد لاعبى المقدمة بتقدم الننى ووليد سليمان وتريزيجيه وأحمد أيمن منصور وعمر جابر وعبدالله السعيد ومروان محسن.. ثم مع اشتراك أيمن أشرف ووردة وغزال وأحمد على ودونجا وصلاح استمرت الزيادة الهجومية.. فكم عدد هؤلاء الذين كانوا يزيدون فى التشكيلين: الإجابة هى سبعة لاعبين على الأقل؟
** كل لاعب فى قائمة المنتخب عنده مهارات وملكات، ولكن هناك فروقا تفرض على المدرب اختيار تشكيله الأساسى الذى يخوض به مباريات البطولة، وفى مقدمتها أولا دور اللاعب المحدد بمهارته الفردية فى الأداء الجماعى.. ثم طبيعة الخطط والتكتيكات التى يلعب بها الفريق، ثم قدرات وقوة الفريق المنافس.. وفى هذا السياق سبق وأشرنا من قبل إلى أن الفارق بين أحمد على ومروان محسن على سبيل المثال أن على يلعب داخل الصندوق معظم الوقت، بينما يتحرك مروان محسن كثيرا خارج الصندوق، ومثله أحمد حسن كوكا، وتلك طبيعة رأس الحربة الآن فى كرة القدم، فهو فى لحظة يكون أول لاعب عند مرمى الخصم كرأس حربة صريح ثم فى لحظات يتحرك ويسحب المدافعين لإفساح المجال لزملائه القادمين من الخلف، بالإضافة إلى الدور الدفاعى الذى عليه القيام به خارج الصندوق عندما يفقد الفريق الكرة..
** الفارق بين أحمد أيمن منصور وأيمن أشرف، هو أن الثانى يلعب فى قلب الدفاع ويزيد عند الهجوم كظهير أيسر لكن كراته العرضية قليلة، وهو ما فطن له فى مباراة غينيا نسبيا. بينما منصور كراته العرضية أفضل. والظهير حين يطير كجناح عليه إرسال تلك الكرات. إلا أن أيمن أشرف يدافع أفضل من منصور الذى لعب كثيرا فى بيراميدز كقلب دفاع.. لكن أيمن أشرف يكون مدافعا ثالثا عندما نمتلك الكرة ونكون فى أشد الحاجة لزيادات هجومية وفقا للموقف والنتيجة.. وهذا ربما يرجح كفته فى التشكيل الأساسى.
** طارق حامد مع دونجا ليس اختيارا مثاليا، والأفضل هو محمد الننى مع طارق حامد أو مع دونجا، لاسيما أن الننى يتقدم ويهاجم ويتحرك ولمسته جيدة سريعة وبسيطة للكرة.. مع ملاحظة أن دونجا يبنى للأمام.. بينما حامد هو مدرعة المنتخب كما فى الزمالك، ومفسد هجمات الخصوم.. أما المحمدى فهو الظهير الأيمن الأول، وسيكون طائرا دائما، وهنا تظهر الحاجة لأيمن أشرف.. بينما وردة صاحب مجهود كبير جدا وسيكون له دوره، لكنه يجرى كثيرا ويتحرك كثيرا وينقصه الإيجابية على منطقة جزاء الخصم.. والتسديد كلاعب وسط مهاجم..
** الثلاثى عبدالله السعيد وصلاح وتريزيجيه هم العمود الفقرى للمنتخب. ولا يمكن الاستغناء عن أحدهم. وهو أمر واضح فى التكليفات والأدوار وهى معروفة بالقطع، ولا تحتاج إلى شرح، فيكفى أن عبدالله االسعيد مسئول أول عن كل شىء هجومى فى وسط الملعب. تمرير، وتوزيع، وكرات ثابتة، وتغيير إيقاع، بينما يطير صلاح وتريزيجيه، ويدخلا أمام الصندوق لإفساح الطريق أمام الظهيرين.. ولمحمد صلاح ملكة زائدة وهى ثقته العالية ومهارته الخاصة والتى تجلت فى إبداعه عند تسجيل أحمد على للهدف الثانى الذى كاد أن يكون لمحمد صلاح بما قدمه من فاصل مهارة وإبداع.
** أعد القراءة.. فقد ترى التشكيل الذى سيلعب به المنتخب أمام زيمبابوى يوم الجمعة إن شاء الله.. لكن يبقى أهم الأشياء، وهو أن يتصدر المنتخب مجموعته لأن الطريق فى دور الستة عشر سيكون أسهل بمواجهة أحد الثوالث فى المجموعات مقارنة بطريق احتلال وصيف المجموعة الذى سيكون مواجهة محتملة مع السنغال أو الجزائر فى دور الستة عشر يوم 5 يوليو.. ونقول محتملة وليس أكيدا، ففى الكرة نتائج ومفاجآت أكبر وأفضل وتثير الدهشة والإعجاب من كل مفاجآت الدراما.. دراما الحياة ودراما السينما ودراما مسلسلات رمضان..!