إسرائيل القضية الرئيسية في زيارة السعودية وليس النفط
تقارير
آخر تحديث:
الجمعة 17 يونيو 2022 - 6:15 م
بتوقيت القاهرة
على ضوء إعلان واشنطن توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية الشهر المقبل، تناول عدد من الصحف والمجلات الأجنبية أهداف زيارة بايدن المحتملة، مؤكدين أن إسرائيل ستكون محور الزيارة وليس النفط... نعرض ما جاء في الصحف والمجلات فيما يلي.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد الماضي أن الأمن القومي الإسرائيلي سيكون القضية الرئيسية خلال زيارته المحتملة للسعودية، نافيا أن تكون الرحلة مرتبطة بمحاولات للحد من أسعار النفط التي تجاوزت 5 دولارات للجالون في الولايات المتحدة، وذلك في قوله: "زيارة السعودية لا علاقة لها بالطاقة. إنه اجتماع أكبر يعقد في المملكة العربية السعودية. هذا هو سبب ذهابي. ويتعلق الأمر بالأمن القومي لهم (لإسرائيل)". وأضاف: "لدي برنامج على أي حال. يتعلق الأمر بقضايا أكبر بكثير من الارتباط بسعر الطاقة".
زيارة بايدن للسعودية أثارت نصيبها من الجدل في الولايات المتحدة. فقد استاء عدد كبير من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري من تجاهل الوعد الذي قطعه بايدن أثناء حملته الانتخابية بمحاسبة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018. وانتقد بعض حلفاء بايدن في الكونجرس فكرة عقد لقاء رئاسي مع محمد بن سلمان، منهم النائب آدم شيف (ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا) حيث قال لشبكة سي بي إس نيوز يوم الأحد الماضي: "لن أذهب وأصافحه (محمد بن سلمان). وإلى أن تجري المملكة العربية السعودية تغييرًا جذريًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، لا أريد أن أفعل شيئًا معه".
في كل الأحوال، وكما ذكر بين صامويلز في مقاله في صحيفة هاآرتس، أنه عندما كان من المتوقع أن تتم زيارة بايدن في نهاية شهر يونيو الجاري، أفادت الأنباء أن الرحلة ستشمل قمة للدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، عمان، قطر، الكويت، مصر، الأردن، العراق، وكذلك السعودية. تأتي القمة في أعقاب تشريع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين إسرائيل والدول العربية بمشاركة البنتاجون، والهدف هو إحباط التهديدات من إيران ووكلائها.
مشروع القانون هو التشريع الرئيسي حتى الآن والذي يهدف إلى البناء على اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. من بين الدول العربية التسعة المذكورة في مشروع القانون، هناك دولتان لديهما بالفعل معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عقود (مصر والأردن)، في حين طبعت اثنتان العلاقات معها مؤخرا (الإمارات العربية المتحدة والبحرين).
وقعت إسرائيل والبحرين على إضفاء الطابع الرسمي التاريخي على العلاقات الأمنية في فبراير الماضي، في حين زار رئيس الوزراء نفتالي بينيت الإمارات، قبل أسبوعين تقريبا، في ثاني لقاء له مع الرئيس محمد بن زايد آل نهيان، بعد أيام من توقيع إسرائيل اتفاقية تجارة حرة مع الإمارات وهي أول اتفاقية من نوعها مع دولة عربية.
في غضون ذلك، تكثفت المحادثات بين السعودية وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة قبل زيارة بايدن المتوقعة. وناقشت الولايات المتحدة تعزيز الدفاعات في المنطقة ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية خاصة بين إسرائيل والسعودية والإمارات.
أيضًا، سيقوم الجيش الإسرائيلي قريبًا بتعيين ضابط اتصال دائم من البحرية للتنسيق مع الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، ومقره في البحرين.
في ذات السياق، صرح بعض المسؤولين الأمريكيين أنهم بحاجة إلى العمل مع المملكة العربية السعودية بشأن عدد من التحديات العالمية، بما في ذلك ارتفاع أسعار النفط والأزمة النووية الإيرانية، مما يجعل العلاقة حرجة للغاية بحيث لا يمكن التخلي عنها (السعودية)، بعد أن وصل متوسط أسعار البنزين الوطنية إلى 5 دولارات للجالون، وأدى ذلك إلى زيادة الضغط السياسي على بايدن لإيجاد طريقة لخفض الأسعار في المضخة، وفقا لمقال للصحفية فيفيان سلامة في صحيفة ذا وول ستريت جورنال.
ولدى سؤاله في وقت سابق يوم السبت الماضي عن زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أجاب بايدن، "إن أي محادثات مع المملكة ستركز على القضايا الأمنية".
من جانب آخر، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت المملكة العربية السعودية على تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين مع مقاتلي الحوثي المدعومين من إيران في اليمن، واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقودها السعودية وحلفاؤها على زيادة إنتاج النفط بشكل أكبر من المتوقع. كلا الخطوتين كانت تسعى إليهما الولايات المتحدة.
الكاتب إيرون ديفيد ميلر أكد كذلك، في مقال له في مجلة فورين بوليسي، أنه على الرغم من أن المملكة العربية السعودية ستكون محور التركيز الأساسي في رحلة بايدن القادمة إلى الشرق الأوسط، إلا أن من بين أهداف الرحلة تعزيز تحالف رئيس الوزراء الإسرائيلي المهتز.
وأضاف: من الواضح أن إبقاء ائتلاف بينيت واقفاً على قدميه ومنع عودة نتنياهو من أولويات إدارة بايدن. لذلك، سيرغب الرئيس الأمريكي في تمكين بينيت بقدر ما يستطيع في زيارته المقبلة للشرق الأوسط. وقد أفادت بالفعل بعض التقارير أن واشنطن تتوسط في صفقة من شأنها تحسين العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بشكل تدريجي. لكن إن كان صحيحا أن بينيت سيستفيد بوضوح من رحلة بايدن، إلا أن خطوة بايدن لن تكون كافية لإنقاذ حكومته.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد