حساب الرئيس ونظامه
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 17 أغسطس 2011 - 11:36 ص
بتوقيت القاهرة
●● كادت صورة القضاء تهتز بسبب هذا الهرج والمرج وتلك الاشتباكات اللفظية والبدنية التى وقعت داخل قاعة محكمة الاستئناف، فالقاعة هى محراب العدالة، لها تقاليدها واحترامها.. وقرار إيقاف البث المباشر كان صائبا وحكيما من المحكمة، فحضور المحامين والصحفيين والإعلاميين وبعض الجمهور يرسخ مبدأ علنية المحاكمة.. ولا ضرورة للكاميرات التى تكالب عليها الجميع بما فيها من سحر.
●● الرئيس السابق ونظامه كله يجب أن يحاسب على سقوط الشهداء، وأرجو من كل إنسان فى هذا الوطن تختلط داخله مشاعر متناقضة الآن، أن يفكر للحظة لو أن ابنه لا قدر الله قتل برصاص قناص أو بالتعذيب.
هذا هو الحساب الجنائى الأول، وهناك حساب آخر على التزوير وعلى سلب إرادة المصريين السياسية، وعلى كل هذا التمثيل الذى عشناه بشأن الحرية والديمقراطية، ففزنا بحرية أن نقول ما نقول، ويفعلون هم مايفعلون.
●● أنتظر محاكمة النظام على القهر العام والتعذيب الممنهج والبلطجة التى زرعت فى الانتخابات وفى حياتنا، وعلى تسولنا كشعب لخدمات نسدد عنها الضرائب، وعلى برلمان ظل يحكمنا وهو لا يعبر عن الشعب.. الحساب يكون على معاناة كل مصرى فى جهة حكومية، أو يقوده قدره إلى مستشفى، وعلى التعليم الذى لا يعلم، ومعاناة المواطن وهو يمتطى المواصلات العامة، أو يبحث عن عمل وسكن.
●● الحساب يكون على نهب خيرات البلد، وعلى غياب الرؤية والتخطيط وعدم تحقيق النهضة، وأكوام القمامة التى تحيط بنا وتكاد تصيبنا بالاختناق بقدر ما أصابتنا بالاكتئاب.. لماذا نجح داسيلفا رئيس البرازيل السابق فى 8 سنوات فقط فى النهوض ببلاده اجتماعيا واقتصاديا وصناعيا بينما فشل الرئيس السابق بوزرائه وحكوماته خلال 30 عاما فى النهوض ببلادنا ؟ كيف نجحت تركيا وتعداد شعبها 75 مليون نسمة فى التعليم والسياحة والصناعة وشيدت مصانع قمامة تمثل كنزا اقتصاديا بينما مازال سلاحنا هو رجل يتسول بمقشة؟!
●● الرئيس السابق ونظامة كله يستحق الحساب على ألف شىء، من انهيار الصحة والتعليم والاقتصاد إلى جميع المشروعات القومية والخدمية والصناعية المعطلة منذ 30 عاما بسبب تقليدية إدارة الدولة، وفقر الفكر ومحدودية فكر قيادتها وعدم استغلال عبقرية المكان الذى تقع فيه مصر.. والحساب سيكون صارما فى كتاب التاريخ لأن مصر تقدمت للخلف.
●● التفاصيل هى التى أبقت الصحافة المكتوبة على قيد الحياة بعد ظهور التليفزيون وتطور آلياته فى البث والنشر، فلم يعد الخبر سبقا صحفيا، لكن السؤال المهم هو: أى تفاصيل أبقت الصحافة حية؟
تفاصيل اجتماعية، وإنسانية، ورقمية دقيقة مستمدة من موقع المشهد ترسمها أقلام رفيعة المستوى مهنيا وثقافيا، عيونها مثل لاقط التليفزيون، وعدسة الكاميرا، فترسم صورة للمشهد العام والمشاهد الصغيرة ببلاغة وبلغة تبدو صياغتها حافلة بالموسيقى والايقاع اللغوى الشيق.. ثم إن هناك فارقا بين أن ترى المرىء (بضم الميم وكسر الراء)، وبين أن تكون موهوبا وترى ما لا يرى ؟!!