هامش للديمقراطية ــ إما الحرية والحق أو الخوف واللامضمون
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 17 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
نعود إلى البدايات: يمكن التنظيم الديمقراطى للدولة وللمجتمع، حين يستقر، المواطنات والمواطنون من إدارة حياتهم الخاصة والإسهام فى الشأن العام فى ظل ضمانات للحريات ولحقوق الإنسان ولكرامته ولتكافؤ الفرص وبحث مشروع عن المبادرة الفردية. بالقطع وبالتحرر من المقاربة المثالية للديمقراطية، تتفاوت حظوظ المواطنات والمواطنين وتؤثر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
والمعيشية فى درجات شعورهم بالحريات وحقوق الإنسان والمبادرة الفردية وممارستهم لها فى الحياة الخاصة والعامة. إلا أن تمكين قطاعات تتسع باطراد من المواطنات والمواطنين يمثل قاعدة أساس للديمقراطية ويقترن بها دوما التحرر من الخوف النابع إن من قمع الحكام للمحكومين أو من تراكم المظالم المجتمعية.
فى الكثير من الحالات، توفر الحريات والحقوق والكرامة الإنسانية والمبادرة الفردية والتحرر من الخوف بيئة مساعدة على التميز الشخصى والإبداع وتدفع بالدولة والمجتمع المعنيين إلى التنمية المستدامة والتقدم. وكمعايير أولية ذات دلالة وإن كانت غير كافية لإصدار الأحكام النهائية، يتعين مراجعة قوائم الفائرين بجوائز نوبل فى التخصصات العلمية والأدب ومواطن حياتهم وعملهم (الأغلبية الساحقة تعيش فى الديمقراطيات الغربية والبعض فى آسيا) ومطالعة التصنيفات العالمية بشأن التنمية المستدامة والتقدم وترتيب الدول المختلفة بها (تكاد الديمقراطيات الغربية تحتكر المقدمة ولا يزاحمها إلا اليابان الديمقراطية والصين السلطوية).
حين تغيب الديمقراطية أو تتعثر مسارات التحول باتجاهها، تتراجع ضمانات الحريات وحقوق الإنسان وكرامته والمبادرة الفردية وتكافؤ الفرص. حين تغيب الديمقراطية، يمسك الخوف بتلابيب الناس فيغتال التميز الشخصى ويقتل الإبداع ويحد كثيرا من إمكانيات المبادرة الفردية والتنمية المستدامة والتقدم فى الدولة والمجتمع المعنيين. حين تغيب الديمقراطية، تهيمن جموع محدودى الكفاءة ومروجى خطاب الكراهية والإغلاق والإقصاء على المجال العام
وتبتعد طاقة نور الحرية وحقوق الإنسان التى يحتاجها الفرد لكى لا تنزع عنه إنسانيته وتحتاجها الدولة والمجتمع لكى توفر بيئة صحية للمواطنات وللمواطنين.
حين تغيب الديمقراطية أو تتعثر مسارات التحول باتجاهها، ينسحب من المجال العام العالم والمبدع والفنان والأديب ويتركونه فسيحا للباحثين عن المكاسب الشخصية (سياسية أو انتخابية أو اقتصادية أو غيرها) أو للمستعدين لركوب الموجات السائدة بتطويع القليل من المعرفة والقليل من العلم والمحدود من الرؤية التى يملكون. حين تغيب الديمقراطية، يتصاعد ضجيج اللامضمون فى السياسة والإعلام تحت يافطة الحقيقة الواحدة والرأى الواحد ويرتفع منسوب الكراهية والتشويه والتخوين لوضع الضمير الجمعى والنزعة الإنسانية إجباريا خارج الخدمة.
وظفوا الأسطر السابقة والتمايزات بين حضور الديمقراطية وغيابها لمقاربة اللحظة الراهنة فى مصر وللإجابة على السؤال المركزى هل هذا هو ما أردناه
ونريده للوطن.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.