فوضى تعاقدات الأندية..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:15 م
بتوقيت القاهرة
** نحن أمام قضية مهمة فى كرة القدم المصرية، وسبق أن تحدثنا فيها مرات، لكن هذه المرة تكشف موهبة فى النادى الأهلى عن الفوضى التى تعيشها اللعبة فى مصر وكيف أن عمليات التعاقد مع لاعبين باتت مجرد «ماتش كوتشينة أو قراءة فنجان بن محروق»؟
** شادى رضوان جناح فى ناشئ الأهلى. من مواليد الأول من سبتمبر 2001. جاء ضمن اختيارات صحيفة الجارديان البريطانية لأحسن 60 موهبة فى العالم تمثل الجيل المقبل لنجوم كرة القدم. وشادى رضوان من اختيار حاتم ماهر مراسل الجريدة البريطانية فى القاهرة وهو أيضا صحفى فى مؤسسة الأهرام.. وقد علمت أن الأهلى تعاقد مع شادى فورا، لمهاراته، ولأنه بات هدفا للسماسرة ولأندية أخرى.
** شادى رضوان يلقب بـ«فيرارى» لسرعته. وهو مراوغ جيد ويسيطر على الكرة بامتياز، وحركة قدميه ممتازة، وهداف يملك شجاعة الاقتحام والتوجه نحو المرمى. وقد شاهدت له هدفين مع الأهلى. وترى الجارديان وفقا لتقرير حاتم ماهر أن شادى سيكون محمد صلاح المستقبل وربما أفضل من صلاح.
** منذ سنوات هناك فوضى مذهلة فى التعاقدات. وفى الوقت نفسه هناك الآلاف من المواهب وأصحاب المهارات يتقدمون لاختبارات الناشئين فى أكبر الأندية المصرية، بل فى كل الأندية. وتجرى الاختبارات. وبعضها يكون أمينا فى المتابعة وبعضها لا يجد وقتا لممارسة تلك الأمانة فى المتابعة بسبب الأعداد الهائلة. لكن كيف يكون فى أكبر أندية مصر قطاعات للناشئين ومواهب مثل شادى رضوان، ونجد تلك الأندية تشترى وتتعاقد كل موسم مع لاعبين من أندية أخرى، وأحيانا يصل حجم التعاقد إلى 20 لاعبا فى الموسم الواحد ويتكرر ذلك فى كل موسم.. فما هى فائدة قطاع الناشئين فى تلك الأندية؟ ثم ما تلك الأكذوبة التى تقول إن النادى يبحث عن اللاعب المحترف الجاهز؟
** هناك قصص لعشرات اللاعبين الذين تعاقدت معهم أندية مقابل ملايين الجنيهات وفشلوا. وهناك بعض اللاعبين الذين باتوا مثل «عصافير الكناريا» ينتقلون من ناد إلى ناد ومن فريق إلى فريق. ويجنون الملايين، وتدور تلك الملايين فى دائرة الفوضى، والتنبلة، والإهمال.. ومن المؤكد أن الكرة الأوروبية والعالمية تشهد تعاقدات ضخمة وبمئات الملايين أيضا وبعضها يفشل، لكن تلك الأندية الأوروبية تربح مئات الملايين من النجوم كما فى حال بيكهام حين انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد، وكما فى حال كريستيانو رونالدو حين انتقل من ريال مدريد إلى يوفنتوس. فحصيلة بيع فانلات النجوم تعوض ما يدفع فيهم فى غضون ستة أشهر.. فهل يوجد لاعب مصرى واحد تباع فانلته بمليم؟
** الأندية مطالبة بإعادة النظر فى سياسة التعاقدات. وعلى المديرين الفنيين والمدربين والمدربين المساعدين وجيش المساعدين وبالمثل على المحللين وعلى الإعلاميين وعلى الصحفيين. عدم الرضوخ لمزادات الجماهير ومبارياتهم مع بعضهم البعض. وعلى الجميع مراجعة فلسفة الدفع بلاعب، ومراجعة كيف تشترى أندية لاعبين بملايين ولا يلعبون.. ونراهم يجلسون يتفرجون.. وليتذكروا جميعا أن عشرات النجوم والمواهب شاركوا فى بطولات كأس العالم وهم تحت سن العشرين.. مما يعنى أن حجج اللعب بالتدريج، والخبرة والانسجام والنضج وأن اللاعب لابد أن «يستوى، هو حديث طبخ وطبيخ ومطبخ»!