لا تطالبوا أمريكا
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 4:05 م
بتوقيت القاهرة
• لا تطالبوا أمريكا بالضغط على إسرائيل لوقف غاراتها الوحشية على غزة، لا تقولوا لها إن هذه الغارات قتلت أكثر من 12 ألف غزاوى، منهم 4 آلاف طفل و3 آلاف امرأة، وشردت نصف مليون إنسان وهدمت ثلث مبانى غزة.
• لا تقولوا لها ذلك فأمريكا نفسها ضالعة فى مجازر وحشية ضد المدنيين طوال تاريخها، فبحسب صحيفة أمريكية أحصت لأمريكا أنها قامت بـ 91 ألف غارة أمريكية فى فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرهم وقتلت فيها قرابة 48 ألف مدنى.
• أمريكا زعيمة الحضارة الإنسانية المزعومة التى تدافع عن قطة أو شاذ جنسيا قتلت 48 ألف مدنى بدم بارد، ولم تكلف نفسها تعويض أى إنسان قتل منهم أو الاعتذار للعراق بعد أن كانت سببا فى قتل قرابة مليون عراقى بإدعاء كاذب وفاجر.
• د. هشام اللوح استشارى «الكلى والباطنة» الوحيد فى غزة المتخصص فى غسيل الكلى، درس فى الخارج وحصل على المركز الأول فى البورد العربى والأردنى فى أمراض الكلى وصمم على خدمة أهله فى غزة فعاد إليها رغم علمه بظروفها المأساوية والحصار المضروب عليها وظل يمارس عمله خدمة لأهل غزة فى عدة مستشفيات.
استهدف الطيران الإسرائيلى منزل أصهاره بجوار مستشفى الشفاء الذى يعمل فيه فلقى الشهادة مع والده وبعض أفراد أسرته.
كان د. هشام يعد منارة للعلم والنور فى غزة كما وصفه زملاؤه، تحية للشهداء جميعا ولشهداء البالطو الأبيض من الأطباء وطواقمهم الطبية الذين أعطوا بغير حساب فى كل مستشفيات غزة، وحاولوا علاج كل المرضى فى أحلك الظروف، بعضهم كان يفحص المريض على الأرض، وبعضهم أجرى جراحات معقدة بأبسط الإمكانيات، وبعضهم عمل وهو جائع، عطشان، مهدد، لا يعرف مصير أسرته، وبعضهم عمل بعد أن ودع أفراد أسرته إلى مثواهم الأخير، وبعضهم فوجئ بوالده جريحا أو شهيدا بين الذين دخلوا إلى المستشفى الذى يعمل به.
إنهم رسل العناية الإلهية ورسل الرحمة للمرضى والمصابين، رفضوا أن يتركوا أماكنهم، دخل عليهم العدو الإسرائيلى بجحافله ودباباته فأسرهم وسجنهم وكأنهم كانوا فى معركة لينتقم منهم لأنهم كانوا سببا فى حياة الجرحى.
ملحمة الأطباء وطواقمهم فى غزة تستحق التسجيل وتستحق أن تسطر فى أفلام وتروى فى قصص تنعش ذاكرة هذه الأمة التى كادت ذاكرتهم تنسى قضية فلسطين وتعيش مع قضايا الراقصات واللاعبين.
قرابة 150 من الأطباء ومساعديهم من الطواقم الطبية استشهدوا وقدموا أرواحهم الغالية فداءً للمرضى.
تحية للأطباء الأبطال ومساعديهم، إنهم رموز لملحمة الرداء الأبيض الذى لوثته إسرائيل بالدماء الحمراء.
135 مستشفى ومركزا طبيا تم قصفها بالطيران الإسرائيلى حتى تكاد معظم المستشفيات الغزاوية تخرج من نطاق الخدمة الطبية.
• السجن مقابل الـ «Like» هذه هى المعادلة الإسرائيلية للسكان الفلسطينيين فى الضفة الغربية، فكل من يبدى تعاطفا مع غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعى يسجن فورا.
• أما فى غزة فالعقاب هو التدمير والقصف والقتل.. هذه هى المعادلة الإسرائيلية لكل من يقاوم المحتل الإسرائيلى فى الأرض المحتلة.
• أحداث غزة تعنى بطولة وبسالة شعب، وظلم وبغى إسرائيل، وعمى الغرب، وضعف العرب وتمزقهم واقتراب انحسار الحضارة الغربية.
• فلسطين ضحية الصهاينة وظلم الغرب وتخاذل العرب، وصدق الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل حينما قال بأن إسرائيل تستمد وجودها من ضعف العرب ودعم الغرب، أما وجود إسرائيل فهو غير منطقى وزائل إن عاجلا أو آجلا.
• أحيانا النصر يأتيك من شوارع لندن، مظاهرة مليونية غير مسبوقة تمتد لـ 2 كم فى شوارع لندن، تهتف لفلسطين وتنشر علمها، وتهتف كلنا فلسطين، وتندد ببايدن الرئيس الأمريكى وتقول: بايدين كم قتلت من الأطفال اليوم، وتتهم نتنياهو بالإبادة الجماعية، وهناك مظاهرات مماثلة فى معظم العواصم الأوربية وكذلك واشنطن ونيويورك.
• والغريب أن الشرطة البريطانية المستقلة سمحت بالمظاهرات رغم رفض وزيرة الداخلية البريطانية، الشرطة هناك مستقلة، والوزير سياسى، وقد تم عزل الوزيرة لاعتراضها على الشرطة البريطانية واستنكارها لموافقتها.