خيوط الإرهاب
سامح فوزي
آخر تحديث:
الأربعاء 18 فبراير 2015 - 8:35 ص
بتوقيت القاهرة
هل ثمة رابط يجمع التنظيمات الإسلامية مختلفة الأسماء التى تنتشر فى المنطقة؟ هناك إجابتان تقليديتان: إحداهما بالإيجاب، ومفادها أن الكل يغرف من نفس المعين رغم اختلاف المسميات، والثانية أن هناك اختلافات بين هذا التنظيم وذاك، وعادة ما يكون عنوان الاختلاف موقفه من العمل السلمى، هل ينهج العنف وسيلة لتحقيق مآربه السياسية أم أنه سلمى فى نهجه؟
من الأمور المحيرة أن تدعى السلمية، وتبرر الإرهاب، هذا بالضبط ما يفعله الإخوان المسلمون وحلفاؤهم، الذى يمكن أن يفسر ــ فى أحسن الأحوال ــ بأنه تعبير عن ارتباك فكرى، وإيغال فى الخصومة السياسية إلى حد تبرير الأخطاء والخطايا إذا كانت من المعسكر الإسلامى، وإدانة النظام القائم، وتحميله كل الذنوب، بل وإلقاء اللوم على الضحية نفسها.
وصف الإخوان المسلمين بالإرهاب جاء على خلفية ممارسات داخلية، تتمثل فى ممارسة العنف فى التظاهرات، والتفجيرات، واغتيال رجال الشرطة والجيش، الخ، وهى الجرائم التى يتنصل منها الإخوان المسلمون ــ وتشايعهم الدول الغربية ــ باعتبار أنها من صنيعة تنظيم «بيت المقدس»، ويظل السؤال ما علاقة الإخوان المسلمين بهذا التنظيم الإرهابى؟ وما علاقة الإخوان المسلمين ببقية التنظيمات المتطرفة؟ يقولون ــ عادة ــ نحن لا علاقة لنا بهم، والسؤال: لماذا إذن تبررون أفعالهم، وتمتنعون عن إدانتها، وتحملون آخرين غير مرتكبيها المسئولية؟
هذا ما فعله الإخوان المسلمون وحلفاؤهم تجاه مذبحة المصريين فى ليبيا. فى بيان مقتضب أدانوا الجريمة بشفاه باردة، لم يشر إلى «داعش» بإدانة أو نقد، لكنهم تحدثوا عن رفض جريمة قتل المصريين، وكأن قاتلهم غير معلوم، ثم ذهبوا إلى أن الأقباط يدفعون ثمن تأييد «الانقلاب»، على حد وصفهم، وأن النظام الحالى «الانقلابى» كما يقولون مسئول ليس فقط عن هذه الجريمة، ولكن عن العدوان على «أهلنا» فى ليبيا ــ يقصدون بالطبع الضربات الجوية ضد قواعد «داعش» ــ باعتبار ذلك «خيانة لعقيدة الجيش المصرى القتالية» على حد تعبير يحيى حامد وزير الاستثمار فى عهد الإخوان المسلمين.
صفوة القول أن الأقباط يدفعون ثمن مواقفهم من 3 يوليو، ويتحمل النظام القائم مسئولية ما حدث، لأنه أطاح بالإخوان المسلمين من السلطة، وأى عمل ترد به مصر العدوان عن أبنائها هو «اعتداء على الأهل فى ليبيا» ــ يقصدون داعش باعتبار أنهم الأهل والعشيرة.
يربط الإخوان المسلمون وحلفاؤهم بينهم وبين «داعش»، وتعتبرها منابرهم الإعلامية حركة ثورية أو جزءا من الشعب الليبى، يثأرون من النظام القائم الذى أطاح بالحكم الإسلامى عن طريق ذبح عدد من المصريين ــ قبل أن يكونوا أقباطا ــ لأنهم يؤيدونه، وهو بالمناسبة نفس النهج الذى يتبنونه تجاه تنظيم «بيت المقدس»، الذى وعد يوما محمد البلتاجى ــ القيادى الإخوانى ــ بأنه إذا عاد محمد مرسى إلى الحكم سوف يتوقف العنف فى سيناء خلال دقائق.
لا يستطيع المتابع إلا أن يقول أن هناك خطوطا ساخنة بين الإخوان المسلمين والتنظيمات المسلحة، بشهادتهم وردود أفعالهم وسلوكياتهم، وإذا افترضنا جدلا أن هذا ليس صحيحا فإنه ينبغى محاسبتهم على غبائهم السياسى الذى يجعلهم يضعون أنفسهم فى نفس الخندق مع الإرهاب.