الروبوت.. صديق الفلاح!
مواقع عربية
آخر تحديث:
الثلاثاء 18 مارس 2025 - 6:45 م
بتوقيت القاهرة
تمثل ثورة الذكاء الاصطناعى فرصة لتطوير الزراعة فى العالم العربى يجب الإسراع فى تبنيها وعدم تفويتها، لأنها يمكن أن تحدث ثورة فى القطاع الزراعى بالدول العربية.
الذكاء الاصطناعى أداة واعدة لزيادة الإنتاجية، وتقليل الفاقد وترشيد الموارد الزراعية، كما يمكن توظيفه فى صنع أنظمة تستخدم تقنيات قادرة على جمع البيانات وتحليلها واستخدامها للتنبؤ أو التوصية أو اتخاذ القرار.
ومن أهم الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى المجال الزراعى استخدام أجهزة الاستشعار الحديثة لجمع المعلومات حول التركيب البنائى للتربة وخصائصها بما فى ذلك مستويات الرطوبة والملوحة ونسبة المغذيات فيها وتحليل تلك البيانات باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعى.
تستخدم أيضًا أنظمة الذكاء الاصطناعى فى تحليل بيانات الطقس للتنبؤ بالتحديات المحتملة والمؤثرة فى المحاصيل الزراعية خلال مراحل النمو المختلفة، مثل موجات الجفاف وتفشى الآفات الضارّة ما يعطى الفرصة للمزارع لاتخاذ التدابير الوقائية فى الوقت المناسب للحفاظ على المحصول خلال كل مراحل نموّه.
وتستخدم أيضًا تقنيات الاستشعار عن بُعد والصور الجوية للكشف المبكر عن تفشى الآفات أو الأمراض النباتية ما يسمح بالتدخل السريع وتطبيق العلاجات المناسبة فى المناطق المتأثرة فقط ما يقلل من استخدام المبيدات التى تؤثر فى جودة المحاصيل وتقلل من فرص تصديرها نتيجة للأثر المتبقّى للمبيد، ويتّضح ذلك بصورة واضحة فى العديد من الدول العربية ما أدى إلى تطوير حلول محلية مبتكرة وفعالة لمراقبة وإدارة الآفات بطريقة أكثر دقّة واستدامة.
ويمكن للذّكاء الاصطناعى أيضًا التغلب على واحدة من أهمّ مشاكل الزراعة، والتى تتمثّل فى تفشى الحشائش والأعشاب الضارة التى تنافس النباتات فى الحصول على المياه والأسمدة وتؤدى إلى تقليل الإنتاجيّة بنسب تصل إلى حوالى 31.5% ما يؤدّى إلى خسائر اقتصادية فادحة.
لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعى على الزراعة فقط، بل يلعب دورًا متزايدًا فى تحسین سلاسل الإمداد والتسويق للتنبؤ بالطلب المستقبلى على المنتجات الزراعية ما يساعد المزارعين على التخطيط المستقبلى وتجنّب فائض الإنتاج أو نقصه.
ونظرًا لتعدّد مشاكل الربط بين المزارعين وقطاعات الإرشاد الزراعى والتسويق والبحث العلمى فى العديد من البلدان العربية، فقد بدأ بعض الدراسات الناجحة التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى فى التغلّب على تلك المشاكل، بحيث تمّ تطبيق برنامج مزرعة (Mazrae) فى مصر لربط المزارعين بالمتاجر وأسواق الجملة بصورة مباشرة ما يقلّل من الوسطاء ويزيد من أرباح المزارعين.
وبالنّظر إلى تعدّد التحديات التى تواجه القطاع الزراعى فى الوطن العربى، تتضح أهمية الحاجة إلى التوسّع فى الدراسات والأبحاث والمشاريع التطبيقية بما يتناسب مع ظروفه، والتى من خلالها يمكن تغيير نهج الزراعة التقليدية والالتحاق بالثورة التّكنولوجية العالمية.
وإذا كان العالم العربى قد فوّت إلى حدٍّ كبير المراحل الأولى لثورة الذكاء الاصطناعى التى تركّزت بشكل كبير فى مجال المساعدة الشخصية على الكتابة والبحث والتشخيص الطبى والصناعة والتصميم، فإنّه يجب أن يحاول اللحاق بثورة الذكاء الاصطناعى فى مجال الزراعة، وألّا يكتفى بمحاولة نقل هذه التطبيقات والتقنيات، بل العمل على توطينها وإنتاجها محلّيًا لكى تساعد على تحسين قطاعه الزراعى بشكل فعّال عبر إيجاد أنظمة وتطبيقات محلّية ملائمة لظروفه.
محمد الخولى
موقع عروبة 22