نجاح الجامعات فى تعزيز تنافسيتها

قضايا تعليمية
قضايا تعليمية

آخر تحديث: الأربعاء 18 أبريل 2018 - 9:42 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع The Chronicle of Higher Education، المتخصص فى القضايا التعليمية، تقريرا لستيفانى كيم ــ مدير برامج الماجستير فى كلية إدارة التعليم العالى بجامعة جورج تاون، حول اتجاهات مواجهة الجامعات للتحديات السياسية والديمغرافية والاقتصادية من أجل تعزيز تنافسيتها العالمية.

استهلت الكاتبة حديثها بالإشارة إلى أنه على الرغم من وجود حرم جامعى متميز، وإعداد بحوث علمية وتوفير منح دراسية، وظهور شكل فريد للحوكمة، فإنه فى بعض الأحيان تبدو الجامعات كمؤسسات أكاديمية منفصلة عن بقية المجتمع. ولكن هذه المقولة ليست صحيحة بشكل كبير لأن الكليات، شأنها شأن العديد من المؤسسات الأخرى، تعتبر من نتاجات المجتمع والذى قام بتشكيلها، كما أنها تمارس نفوذها الخاص على المجتمع أيضًا. بعبارة أخرى «الكليات تؤثر فى المجتمع وتتأثر به».

فى عام 2018، ومع التطور السريع للتكنولوجيا وأن العالم أصبح قرية صغيرة، أصبحت تحديات المجتمع الملحة تقع فى إطار اهتمامات التعليم العالى؛ وستكون تلك الجامعات الأكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات ــ من خلال توسيع نطاق مهامها، والوصول إلى الطلاب «غير التقليديين» من خلال التعلم عبر الإنترنت، والتعاون مع مؤسسات عديدة سواء داخل دولة المقر الرئيسى أو خارجها ــ هى الأكثر نجاحًا.

وفى هذا السياق، تذكر ستيفانى كيم أنه «لم تعد مؤسسات التعليم العالى تعيش فى أبراج عاجية فى عزلة عن المجتمع»، وأضافت «لقد أصبحت المؤسسات أكثر ترابطًا مع بعضها البعض ومع المجتمعات الأخرى التى بها فروعها، سواء فى الولايات المتحدة أو فى جميع أنحاء العالم».

***

هنا، توضح كيم اتجاهات مواجهة الجماعات للتحديات الديمغرافية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية لعام 2018:

أولا: زيادة التعاون مع المؤسسات الأخرى
من أجل تحقيق التميز والتنافسية العالمية تقوم الجامعات بتعزيز الشراكة مع المؤسسات المختلفة فى الدولة، كما تعمل على توسيع نطاق وجودها من خلال افتتاح فروع لها فى أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، تعتبر جامعة جورج تاون الأمريكية واحدة من العديد من الجامعات الأمريكية التى لديها فروع فى قطر، كما قامت جامعة ييل مؤخرا بافتتاح فرع لها فى سنغافورة بالشراكة مع جامعة سنغافورة الوطنية. واعتبارا من عام 2013، أصبح هناك 52 جامعة أمريكية تدير 82 حرمًا جامعيًا فى 37 دولة، وذلك وفقًا لما ذكره فريق The CrossــBorder Education Research التابع لجامعة ألبانى بنيويورك.

ثانيا: إمكانية تنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس
عملت الجامعات على تسهيل تنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وذلك من خلال سهولة التنقل عبر الفروع العديدة للجامعة فى أنحاء العالم. ذكرت كيم فى هذا الشأن «أن تنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ارتفع بشكل أكبر عن ما كنا نتوقعه».على سبيل المثال، كان أكبر تدفق للطلاب الأجانب هو للطلاب الآسيويين الذين يدرسون فى بلدان آسيوية أخرى. كما أن مراكز التعليم فى الشرق الأوسط وآسيا تجذب أعضاء هيئة تدريس موهوبين من جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك من الولايات المتحدة.

ثالثا: التكنولوجيا
تذكر الكاتبة أن التعلم عبر الإنترنت سيستمر فى النمو، مما يوسع نطاق التعليم العالى ليشمل العديد من الطلاب غير التقليديين. وتقول كيم إن الفصول الافتراضية عبر الإنترنت تعتبر أكثر ديمقراطية حيث غيرت ديناميكيات العلاقة بين الطالب والأستاذ الجامعى. من ناحية أخرى، أضافت كيم أن الاختلافات بين التعلم عبر الإنترنت والتعليم داخل الحرم الجامعى تخلق نظامًا تعليميًا متدرجًا، حيث تستهدف الطلاب الذين يمتلكون الوقت والموارد للحصول على الدورات التدريبية. كما أنها ترى لاستمرار مؤسسات التعليم العالى يجب أن تقوم بالتوسع فى استخدام طرق التعلم عبر الإنترنت.

رابعا: التحولات الاقتصادية
لقد قامت الولايات بتخفيض الدعم للتعليم العالى ما أدى إلى قيام الجامعات العامة بالتدافع للحصول على أموال. وقالت كيم: «هناك الكثير من الاهتمام بالمحصلة النهائية، التى تجعل التعليم العالى أكثر تكلفة»، خاصة مع ارتفاع المصاريف الدراسية وانخفاض نسبة التمويل والمنح الدراسية.

خامسا: السياسة
ليس من العجيب أن يكون للوضع السياسى فى البلاد تأثير كبير على الجامعات، والتى غالبا ما تكون مشحونة سياسيا. فعلى سبيل المثال، فى أغسطس الماضى خرج المئات من أنصار اليمين فى مسيرة «توحيد اليمين» أمام أحد مبانى جامعة فيرجينيا، احتجاجا على قرار السلطات المحلية بإزالة تمثال الجنرال «روبرت إدوارد لى» الذى كان يتولى قيادة قوات التحالف الجنوبى إبان الحرب الأهلية فى الولايات المتحدة. واندلعت الاشتباكات بين المتظاهرين ما أدى إلى تدخل الشرطة لتفريقهم. وأفاد بيان صادر عن الجامعة بأن قوات الأمن اعتقلت شخصا بينما أصيب عدد من موظفى المؤسسة التعليمية جراء الاشتباكات.

***

تختتم كيم حديثها بالتساؤل عن إلى أى مدى يجب أن تذهب الجامعات لاستيعاب الجماعات أو الأفراد ذوى وجهات النظر المتطرفة؟ وكيف توفر الكليات حرية الرأى والتعبير للمتظاهرين مع الحفاظ على السلامة العامة؟ وقالت إن هذه القضايا ستظل موضع نقاش ساخن هذا العام. مع مطالبة الطلاب بمشاركة مؤسسات التعليم العالى بشكل أكثر عمقًا فى مناقشة قضايا التنوع والعدالة الاجتماعية من خلال مناهجهم وسياساتهم. ما يؤدى إلى ارتفاع نمو النشاط الطلابى.

إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved