هواجس الوباء والحج فيروس سعودى الهوية خليجى الهوى!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 18 مايو 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
ما زالت أصداء موجات الرعب التى اجتاحت العالم فى السنوات القليلة الماضية إثر الإعلان عن إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير ماثلة فى الذهن فهل تحييها تلك الأنباء المتواترة عن الوجه الجديد الذى يطل من عالم الأشباح؟!
أعلنت فرنسا عن إصابة حالتين بالالتهاب الرئوى الوخيم الذى يشبه وباء السارس بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك احتمالا قويا أن الفيروس تكتمل دائرته بانتقاله من إنسان لإنسان آخر.
الالتهاب الرئوى المقترن بالفشل الكلوى أصاب حتى الآن أربعين شخصا توفى منهم عشرون. وتعددت حالاته فى السعودية والأردن وقطر والإمارات وإنجلترا وفرنسا.
جدير بالذكر أن مكتشف الفيروس هو العالم المصرى الدكتور محمد على زكى، والذى عمل لفترة طويلة بالعربية السعودية قبل عودته أخيرا لعمله أستاذا للميكروبيولجى بجامعة عين شمس.
غالبية الحالات تأتى من العربية السعودية التى أعلنت أخيرا عن وفاة سبعة أشخاص أصيبوا بالمرض فى إقليم الإحساء.
يأتى الخطر داهما إذا ما ثبت بالفعل أن العدوى تنتقل من إنسان لإنسان خاصة أن الحج على الأبواب وما يسبقه من شعائر وعبادات يحرص عليها المسلمون ويتوقون إليها فى رمضان من زيارة وعمرة.
لم يعد هناك شك أن الفيروس سعودى الهوية خليجى الهوى الأمر الذى يحتم على تلك الحكومات أن تستنفر كل جهودها لتقى العالم شر الوباء.
تبدأ الجهود بالوقاية: التعريف بالفيروس ووسائل انتقال العدوى لتفادى انتشارها من حيوان لإنسان ومن إنسان لآخر. كل الوسائل الممكنة للحد من أعداد الزائرين والحجاج هذا العام وفقا لقواعد صارمة وبلا أى استثناءات. مراعاة القواعد العامة فى تسكين القادمين لزيارة الأراضى المقدسة والإعلان عن عوامل الخطر التى تنذر بسهولة حدوث العدوى لدى أفراد بعينهم.
توفير إمكانات طبية كافية وتجنيد عدد من الأطباء والمساعدين بل والمتطوعين لمواجهة كافة الاحتمالات. كلها إجراءات يجب دراستها بجدية وعلمية لا أرى هناك عيبا على الإطلاق فى أن يشترك فيها العالم بأسره إذا ما وجهت العربية السعودية نداء طلبا للمساعدة.
كاد الأمر يتحول إلى كارثة عالمية عام 2003، حينما أخفت الصين اكتشاف فيروس السارس الذى ينتمى لذات العائلة (كورونا) حتى اغتالت العدوى 775 ضحية فأعلنت عن طلب للعون بعد أن تسربت أنباء دعت المنظمات الدولية للتدخل. خطأ كارثى أن تتكتم الدول أنباء المرض فالعالم الآن قرية صغيرة ينتشر فيها الخبر قبل المرض ليعلن عن كل الحقائق التى يتصور البعض أن يمكن إخفاؤها. المرض ليس عيبا إنما العيب أن ندفن رءوسنا معه فى الرمال. فلنبدأ الاستعداد لمواجهة الخطر دفاعا عن رغبة أصيلة فى نفوس المؤمنين للسعى وأداء الفريضة. وفقنا الله وهدانا جميعا سواء السبيل.