الانعكاسات الاستراتيجية لانهيار العراق
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأربعاء 18 يونيو 2014 - 8:55 ص
بتوقيت القاهرة
سقوط مدن أساسية فى العراق فى يد المتشددين السنة الذين ينتمون إلى التنظيم السنى «الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا»، ستكون له انعكاسات تتخطى حدود هذه الدولة. ففى العراق نفسه سيقوى التوجه نحو التقسيم الفعلى الذى بدأ مع سقوط نظام صدام حسين من جراء الغزو الأمريكى في العام 2003 . فقد أصبح الاستقلال الذاتى لمنطقة كردستان حقيقة منتهية معترفا بها من جميع الأطراف. كما أن سيطرة الأطراف السّنية على مناطق وسط العراق فى حال لم تكبح، ستؤدى إلى نشوء منطقة سنية مستقلة في الوسط، فى حين سيقع جنوب العراق مثل ثمرة ناضجة فى يد إيران. فى ظل هذا الوضع، سيتحول العراق إلى مصدر للإرهاب وستحاول التنظيمات المختلفة الناشطة فيه استغلال ضعف سوريا من أجل توسيع نشاطها فى الشرق الأوسط.
ومن غريب المفارقات أن جميع الدول المجاورة للعراق إضافة إلى الولايات المتحدة، تجد نفسها ضمن حلف غير رسمى. ولكل دولة أسبابها الخاصة للخوف والقلق الشديد من الانعكاسات المباشرة والبعيدة المدى للتطورات الأخيرة.
إن الإنجازات التى حققتها «الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا» تشكل علامة فارقة فى تاريخ الشرق الأوسط، على الرغم من أن هذه الإنجازات لا تشكل سابقة، فقد سبقها نجاح حزب الله فى التحول إلى قوة سياسية تسيطر على لبنان وهناك سيطرة «حماس» على غزة. والخطر الكامن فى تحول هذه الإنجازات إلى وضع دائم واضح بالنسبة لجميع المعنيين المباشرين وللولايات المتحدة أيضا. ولذلك من الممكن أن تتحول هذه الإنجازات إلى انتصار باهظ الكلفة، فإذا تجندت دول المنطقة بقيادة أمريكية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» سيكون من الصعب على مقاتلى التنظيم وحتى الأكثر تشددا بينهم، مواجهة الحرب ضدهم سواء من ناحية نوعية السلاح أو من ناحية الخطوات التى ستتخذ لقطع طريق الإمداد لهم.
بالطبع لإسرائيل مصلحة كبيرة فى نجاح الحرب ضد تمركز «الدولة الإسلامية» فى أى منطقة من الشرق الأوسط. فحتى لو كان هذا التنظيم لا يوجه عملياته فى هذه المرحلة ضدها، فإنه مما لا شك فيه أن توجهات قادة التنظيم وتمركزهم الجغرافى يشكلان خطرا أمنيا محتملا على إسرائيل.