رئيس جمهورية عزبة أبو قرن
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأحد 18 يوليه 2010 - 9:48 ص
بتوقيت القاهرة
هل مصر دولة فيها حكومة ودستور وقانون ولها علم ونشيد؟
مسألة العلم والنشيد هذه حقيقية مؤكدة، أما موضوع الحكومة والقانون والدستور فتلك محل شك خصوصا لو حاولت أن تفكر بعقلك وتنظر بعين ثاقبة إلى علاقة الحكومة المصرية بدولة عزبة أبو قرن المستقلة.
وإذا كنت لم تقرأ الوصف التفصيلى للحرب التى دارت رحاها فى مصر القديمة الأسبوع الماضى بين الجنرال سمرة حاكم إمارة عزبة أبو قرن وبين الكونت زنجر أمير مصر القديمة فأرجوك ارجع لأرشيف الشروق واقرأ وتدبر ما نقله الزميل سامى جاد الحق فى عدد يوم الخميس الماضى من ميدان المعركة.
وقائع الحرب شهدت قطع رقبة طفل ووضع سنجة على رقبة ضابط شرطة أمره جنرال عزبة أبو قرن بأن يذهب لحال سبيله ولا يتدخل، وإغلاق محطة مترو الأنفاق واحتجاز ركابها، وإطلاق قنابل حارقة فى الشوارع وتقفيل المحلات.
لا أريد أن ألقى باللوم على ضابط الشرطة الذى تعرض للترويع ومعاونيه فقد حاولوا التصدى لجيوش البلطجة قدر استطاعتهم.. وربما كان هذا الضابط ومعاونوه ضحايا نظام سياسى لا يشغله الأمن الجنائى بقدر ما هو غارق حتى أذنيه فى الأمن السياسى..
مستغرق تماما فى ملاحقة ومطاردة النشطاء السياسيين وجماعات المعارضة بينما أمن المجتمع يتآكل يوما بعد يوم.. صرنا نقرأ ونشاهد بالفيديو ذبح مواطنين فى الشوارع فى غياب الشرطة أو فى حضورها المتأخر للغاية.
حدث ذلك فى العمرانية وقبلها إمبابة وسيحدث غدا فى أماكن أخرى طالما لدينا نظام أمنى أسد على خالد سعيد والنشطاء السياسيين وأمام البلطجية نعامة. سيرد بعضهم بأن من رجال الأمن من دفع حياته ثمنا لمحاولة إنقاذ فتاة مخطوفة من الاغتصاب أو إطفاء حريق أو مطاردة لصوص.. وهؤلاء بالطبع فى رأيى المتواضع شهداء سقطوا فى معارك شريفة ولهم كل التقدير والعرفان، ولكن ذلك لا يمنع من تناول الوضع العام فالحاصل أن الشارع المصرى لم يعد آمنا بالقدر الكافى، وأن رجال الأمن مستنزفون فى معارك أخرى مثل تأمين الانتخابات المزورة وتقفيلها أو اصطياد شبان صدقوا أن فى مصر بعضا من حرية التعبير فخرجوا فى مظاهرة سلمية تطالب بالتغيير، أو ملاحقة ناشط سياسى وإهانة آدميته.
وفى المقابل ترك الشارع سداحا مداحا لبلطجية ولصوص لم يجدوا من يردعهم ففرضوا سطوتهم وقسموا البلد إلى دويلات وممالك صغيرة فيما بينهم وكل ذلك طبيعى للغاية طالما يحكم مصر حزب يطالب بعض نوابه صراحة بإطلاق الرصاص على من يخرجون فى مظاهرات ومسيرات سلمية تطالب بالإصلاح.. وطالما فى مصر صحافة حكومية لا تعرف الخجل ولا تشعر بوخز ضمير وهى تحملق فى ملابس وأجساد سيدات فضليات خرجن فى مسيرة ضد التعذيب فلم تر فيهن إلا وليمة للتحرش. هل هذه هى مصر حقا؟ للأسف الشديد مصر خرجت ولم تعد حتى هذه اللحظة.. ابحثوا عنها ولكن «ليس مع الشرطة».
وائل قنديل Wquandil@shorouknews.com