الجبهة العربية تتفكك
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
السبت 18 يوليه 2015 - 9:26 ص
بتوقيت القاهرة
ما دُرج على تسميته «الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى» كان طوال السنين السابقة صراعا ثلاثيا لم يشمل الفلسطينيين فقط، بل شمل كذلك العالمين العربى والإسلامى. وكان العداء لإسرائيل عاملا موحدا، ومن خلاله استطاع العالمان العربى والإسلامى تجاوز الخلافات فى الموضوعات الأخرى.
ومنذ قيام منظمة التحرير الفلسطينية فى العام 1964، شكلت القضية الفلسطينية المحور الأساسى الذى تبلور حوله العداء لإسرائيل والمحافظة على وحدة الصف. وتعرضت إسرائيل إلى خطر وجودى ثلاث مرات فى 1948 و1967 وفى 1973، بسبب الهجمات المشتركة للجيوش العربية التى كانت تحظى بدعم العالم الإسلامى كله. وردع الجيش الإسرائيلى جيوشا عربية عن محاولة الهجوم عليها، لكن العداء لإسرائيل لايزال موجودا فى العالمين العربى والإسلامى.
لكن فى الفترة الأخيرة بدأت الرياح تغير وجهتها، على الأقل فى كل ما يتعلق بالعالم العربى الذى يواجه بعض حكامه فى السنوات الأخيرة أعداء أكبر من إسرائيل. هناك إيران التى تتطلع إلى الحصول على سلاح نووى، وهناك القاعدة، وداعش، و«حماس» وتنظيمات إرهابية عربية تسعى للقضاء على مكانة الطبقات الحاكمة فى السعودية والأردن ومصر. وهذه العوامل تعرض وجود الحكام للخطر فى حين لم تفعل إسرائيل ذلك قط. ولذا، فإن كبح هذا الخطر أهم فى نظرهم أضعاف المرات من دعم الفلسطينيين. ومن وجهة النظر الجديدة هذه، بدأت إسرائيل تنظر إلى هؤلاء الحكام العرب ليس بوصفهم أعداء بل بكونهم حلفاء محتملين.
إن قنبلة إيرانية نووية تخيف هؤلاء الحكام (العرب)، كما أن فرص الصمود فى شرق أوسط خاضع لنفوذ إيران التى تملك سلاحا نوويا قليلة جدا. وفى الواقع، فإن الطبقة الحاكمة السعودية هى الأكثر عرضة للخطر، ومن المؤكد أنهم سيكونون أول من سيطاح به إذا ازداد النفوذ الإيرانى. لقد وجهت المعارضة الإسرائيلية انتقادات إلى نتنياهو بسبب الخطاب الذى ألقاه أمام الكونجرس ضد الاتفاق مع إيران، لكن مما لا شك فيه أن السعوديين كانوا يدعمونه سرا.
فى هذه الأثناء تدق عصابات داعش أبواب الأردن من الشمال. فليس من المستغرب والحال هذه أن يتطلع الملك عبدالله الثانى أمله إلى القدس كى تهب لنجدته إذا حدث الأسوأ. وعلى الرغم من أن الملك عبدالله كرر تأييده قيام دولة فلسطينية فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، لكنه يعلم جيدا أن المسألة مسألة وقت إلى أن تقع هذه الدولة تحت سيطرة داعش أو «حماس»، حينئذ سيدق العدو أبوابه من الغرب أيضا. لذا يمكن افتراض أنه ليس معنيا فعلا بقيام دولة فلسطينية على حدوده الغربية.
وبالنسبة لمصر، تدل موافقة إسرائيل على دخول الجيش المصرى إلى سيناء بعكس ما جاء فى اتفاقية السلام الإسرائيلية ــ المصرية، على المصالح المشتركة للدولتين.
إن الجبهة المعادية لإسرائيل الموجودة منذ 60 عاما هى الآن فى مرحلة تفكك. ولا يخفى زعماء دول عربية مهمة أن لهم مصالح مشتركة مع إسرائيل. صحيح أن فكرة قيام دولة فلسطينية ستظل تحظى بدعم واشنطن وبروكسل والأمم المتحدة والمعارضة فى إسرائيل، لكنها تخسر دعم جزء كبير من العالم العربى. وصحيح أن لإسرائيل أعداء فى الشرق الأوسط، لكنها تكسب أصدقاء أيضا.
«هاآرتس»
موشيه أرينز
عضو كنيست سابق ووزير دفاع سابق عن حزب الليكود
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية