الهروب إلى عالم الحيوان
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الخميس 18 يوليه 2019 - 9:50 م
بتوقيت القاهرة
منذ سنوات وأنا أشارك فى لجان تحكيم مشروعات تخرج طلاب الصحافة والإعلام فى بعض الجامعات المصرية المختلفة الخاصة والحكومية، بالقاهرة والمحافظات، بصحبة زملاء رؤساء تحرير وإعلاميين كبار.
هذا العام كنت عضوا فى لجان تحكيم قسم الصحافة بكلية الإعلام فى كل من جامعتى حلوان وبنى سويف.
أتعاطف مع آلاف الطلاب والطالبات الذين يصرون على دراسة الصحافة، رغم التحديات الصعبة التى تحاصر هذه المهنة فى السنوات الأخيرة.
ولأن الصحافة مرتبطة بالإيداع، فهناك فروق فردية بين مشروعات تخرج الطلاب. البعض يفضل السير فى الطريق التقليدى، الآمن وهو تصميم مجلة روتينية، تحرص أن تكون أكثر رسمية من بعض المجلات الموجودة.
لكن هناك من فكر فعلا خارج الصندوق. مثل مجلة «زوتوبيا» أو كما جاء فى الافتتاحية مجلة حيوانات تغوص داخل عالم الحيوان.
فى هذه الافتتاحية، كان لافتا قولها إنها حاولت تجنب البيانات الرسمية، وفى نفس الوقت عدم الوقوع فى مصيدة أو شرك المحاسبة والعقاب، لو نشروا قصصا قد توقعهم تحت طائلة العقوبات.
ولذلك لجأوا إلى عالم الحيوانات بسبب الضعف الذى أصاب الصحافة المصرية وعدم وجود جديد ومثير فى المجلات الموجودة.
الفكرة جيدة والتنفيذ كان أكثر جودة، والمحتوى جاء مثيرا ومتميزا بصورة أفضل كثيرا مما هو موجود فى بعض المجلات القائمة.
أول تحقيق بالمجلة عنوانه: «بيتس كورنر.. كافية للكلاب آخر دلع» ويتضمن أول كافيه خاص بالكلاب فقط فى منطقة سموحة بالإسكندرية، وبه أطباء ومدربون، وقصات شعر على الموضة. الموضوع ينقصه معلومة مهمة، وهى أسعار المشروبات والخدمات!
هناك أيضا تحقيق بعنوان «١٥ مليون كلب ضال، حائرين بشوارع المحروسة» ويتضمن معلومة تقول إن تعقيم الكلب الواحد يتكلف ٣٠٠ جنيه.
وتحقيق قريب الشبه منه، عنوانه: التخلص من الحيوانات.. حل أمثل أم تلاعب بالتوازن البيئى؟!» ومصحوب بطرق التخلص من الحيوانات الخطرة، بالقتل الرحيم والإخصاء.
وموضوع ثالث عن «تجارة النعام.. الفرصة الضائعة فى مصر» وعنوان فرعى يقول: «سعر كيلو الريش ١٥٠٠ جنيه، والبيض الأكثر طلبا فى الدول العربية».
وتحقيق أكثر من متميز عنوانه: «دايت لمواجهة سمنة الكلاب والقطط»، ومعه عنوان لطبيب يقول: «النظام الغذائى أصبح أمرا واقعا، والعقاقير عند اللزوم فقط!».
ومعه مقال ذو صلة عنوانه: «روشتة لصحة حيوانك»، للدكتور مصطفى فايز عضو مجلس نقابة البيطريين».
وهناك تحقيق مهم عنوانه: «زوتوبيا تخترق عالم تربية وتجارة الحيوانات المفترسة». يتم تصديره لتايلاند بألف دولار، فى حين أن هولندا هى المستورد الأول للثعابين.
وعربيا هناك تحقيق عن سوق الجراد بالسعودية، وأن سعر الكيلو يصل إلى ٢٠ ألف جنيه مع تعريف بأشهى أطباق الجراد وأنواعه، وهناك حوار مع أول مدربة كلاب فى مصر دعاء موافى التى تركت الإعلام للعمل فى مهنة رجالى.
وتحقيق آخر عن اللوغريتمات الموجودة فى عالم تربية الخيول وأهمها «الأمبرو: و«بيض الذباب»، وكذلك تجميد الحيوانات المنوية فى موسكو يعد الوسيلة المثلى لاستنساخ حيوانات جديدة. وموضوع ثالث عن قصة «حمام الحمى» من غار ثور إلى طير أبابيل، وخلال المناقشة قلت للطلاب إنه لا يوجد فى الموضوع أى أساس علمى يمكن أن يجعلنا نصدق ما جاء فيه!
هناك تحقيق عن حديقة الحيوان التى كانت بهجة وصارت فى طى النسيان وحوار مع مديرها اللواء د. محمد رجائى، وتحقيق أيضا عن: حديقة العشاق.. الأسماك سابقا!».
وموضوع طريف عن البعوض والهدهد والحوت فى القرآن، وحوار مع النائب تامر الشهاوى عن مشروع قانون يتضمن الحبس وغرامة ٢٠ ألف جنيه مقابل الإساءة للحيوان.
وموضوع عن أغرب منيو بالعالم.. الخفاش شوربة والديدان للتحلية. وموضوع ممتاز عنوانه: «دكتور بهايم.. وصمة عار تلاحق أصحاب البالطو الأبيض».
وحوار مع نقيب البيطريين يدعو فيه إلى وزارة متخصصة للصحة البيطرية والثروة الحيوانية. وتحقيق ثالث عن: «هل تسبب تربية الحيوانات مشاكل نفسية لأصحابها؟».
وموضوعات أخرى تحت عناوين: مأوى للحيوانات المشلولة والكفيفة. وفوبيا الحيوانات.. عندما يتحول الداء إلى أنسب دواء. وبروفيلات متنوعة فى المجلة عن الجاحظ أول علماء الحيوانات التجريبية ولويس باستور وكونراد لورنتس والدميرى.
مرة أخرى المجلة متميزة ويستحق طلابها التحية. وكذلك عميدة كلية آداب د. سهير عبدالسلام ورئيس قسم الإعلام
د. نائلة عمارة والدكاترة سحر فاروق وآمال كمال والشيماء العزب ومحمد فتحى.
كانت هناك مشروعات تخرج أخرى هى «المرايا» وبها موضوعات متميزة كثيرة. وأتمنى أن أعود قريبا لواقع ومستقبل مهنة الإعلام من خلال الخريجين الذين يستعدون لاقتحام المهنة فى أصعب فتراتها وظروفها.