يريد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إبرام اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة تركز على ردع إيران، وذلك فى سياق صفقة التطبيع التى تحاول إدارة بايدن التوصل إليها بين السعودية وإسرائيل. فى ضوء ذلك، سألت صحيفةThe Jerusalem Strategic Tribune ثلاثة مسئولين إسرائيليين كبار عن آرائهم حول هذه الاتفاقية الأمنية، تباينت وجهات نظرهم بين مؤيد ومعارض ولكل منطقه الخاص... نعرضها فيما يلى:بداية، طرح نتنياهو فكرة الاتفاقية الأمنية خلال آخر مكالمة هاتفية له مع الرئيس بايدن فى يوليو الفائت. ومن شأن هذا الاتفاق، أن يمنح ضمانات أمنية أمريكية أقوى لتل أبيب فى وقت تواصل فيه طهران دفع برنامجها النووى، والذى يمكن أن تنجزه فى خلال خمسة أشهر إن أرادت.
• • •
بالنسبة ليائير غولان، عضو سابق فى الكنيست، ونائب سابق لرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلى، فقد رفض اتفاقية الدفاع معلقا: عندما تطرح إسرائيل على الطاولة معاهدة دفاع رسمية، ما الذى ستطلبه إدارة بايدن فى المقابل؟ سيطلبون على الأقل بعض التنازلات بشأن القضية الفلسطينية، وذلك لأن حكومة الولايات المتحدة ستسعى إلى معرفة حدود الدولة التى التزمت بالدفاع عنها. كما من المتوقع أن يقوم نتنياهو بكبح الأصوات المتطرفة داخل ائتلافه. ومن المفترض أيضا أن تلتزم تل أبيب الصمت حيال محاولات واشنطن التوصل إلى صفقة بخصوص البرنامج النووى الإيرانى. باختصار، معاهدة الدفاع ستعكس المصالح الأمريكية وليس المصالح الإسرائيلية. وسيحاول نتنياهو تصويره على أنه إنجاز هائل، لكن من الناحية العملية، هذه المعاهدة خطيرة للغاية.
واختتم غولان حديثه قائلا: يحتاج الإسرائيليون إلى الاعتراف بأن الأخطار الأساسية على بلدهم تكمن فى الداخل لا الخارج. سواء كانت التوترات الداخلية، أو ضعف الأداء الاقتصادى، أو فقدان التماسك العسكرى والمدنى، ولن يتم العثور على الحلول فى معاهدة دفاعية مع أمريكا أو اتفاقية تطبيع مع السعودية!
• • •
يوسى بيلين، عضو سابق فى الكنيست وساهم فى إنجاز اتفاقيات أوسلو لعام 1993، وافق على إبرام معاهدة الدفاع بين أمريكا وإسرائيل واعتبرها واحدة من أهم الأدوات فى الصراع ضد إيران. وبوجود اتفاقية تطبيع مع السعودية أو بدونها، فإن الآثار الإيجابية التى قد تترتب على مثل هذه المعاهدة على إسرائيل متعددة الجوانب، بينما يمكن التغلب على النقاط الإشكالية. على سبيل المثال، عندما تعرضت الأراضى التى كانت تحت سيطرة بريطانيا للهجوم فى حرب فوكلاند عام 1982، لم تنضم الولايات المتحدة إلى المعركة على الرغم من وجود معاهدة دفاع ملزمة لكلا البلدين. لذلك يمكن أن يكون هناك بروتوكول متفق عليه بشأن الظروف التى فى ظلها ستساعد دولة ما الدولة الأخرى عسكريا.
واختتم بقوله: الاضطرابات السياسية والاجتماعية الحالية فى إسرائيل قد تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة للموافقة على إبرام معاهدة دفاع فى هذا الوقت. لكن من حيث المبدأ، أود أن أقترح ألا نستبعد هذه الفكرة تماما وبالتأكيد ليس حتى تتجلى تفاصيلها.
• • •
أما دانى أيالون، سفير سابق لإسرائيل فى الولايات المتحدة، وعضو سابق فى الكنيست حيث كان نائبا لوزير الخارجية، قال إنه تمت مناقشة معاهدة دفاع بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل جاد بعد حرب الخليج الأولى فى 1991ــ1992، لكن تفاصيل الالتزامات المتبادلة لم يتم وضعها، وبالتالى لم ينطلق المشروع.
رأى أيالون أن مثل هذه الاتفاقية تنطوى على فوائد وأضرار على الأمن القومى الإسرائيلى. الفوائد واضحة: الالتزام الأمريكى بالدفاع عنها إذا تعرضت للهجوم، أو إذا تعرضت مصالحها الحيوية مثل الشحن للتهديد. ولن يكون هذا فعالا إلا إذا كان الالتزام الأمريكى واسع النطاق وفوريا. بينما الوجه الآخر للعملة هو أن مثل هذا الالتزام سيتطلب من إسرائيل قبول القيود المفروضة على حرية العمل الواسعة التى تتمتع بها الآن. وهناك سؤال بشأن ما إذا كانت مثل هذه المعاهدة تتطلب من إسرائيل تخصيص موارد لدعم المهام والأغراض التى لا تتوافق تماما مع إسرائيل، وستجرها إلى أفعال لا تخدم مصالحها.
واختتم: قد تؤدى معاهدة دفاع أمريكية إسرائيلية إلى تصعيد خصوم أمريكا. بعبارة أوضح، دعت إيران إلى إبرام معاهدة دفاعية مع روسيا ربما بدعم من الصين، وفى حال استجابة الجانب الروسى فإن هذا من شأنه أن يجلب لعبة القوى العالمية الجديدة إلى قلب المنطقة وحدود إسرائيل، وبالتالى سيؤدى هذا إلى إبطال فوائد معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلى: