الإجابة: «فى نص الشاعر»
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 18 أكتوبر 2012 - 9:55 ص
بتوقيت القاهرة
ليست المفاجأة أن المنتخب خسر أمام تونس، فهو لم يحقق الفوز على الفريق الشقيق منذ عشرة أعوام، لكن المفاجأة بالنسبة للكثيرين أن الفريق لعب تلك المباراة دون أن يدروا. وسبحان مغير الأحوال. كنا شعبا كرويا يرى أن حجم كرة القدم أكبر من حجم الكرة الأرضية، ولا يعرف من الأحزاب سوى الأهلى والزمالك. وتحولنا إلى شعب سياسى يمارس السياسة، ويجادل ويناحر ويبارز فيها، أملا فى تعويض الممارسة السياسية التى حرم منها منذ تولى سيادة الرئيس تحتمس الثالث عرش مصر..
لم يكن للمباراة أى طعم. وكنا زمان، من سنتين يعنى، نجلس فوق سطح صفيح ساخن فى انتظار مباراة مقبلة مع منتخب تونس بعد أشهر.. وتلك اللامبالاة الجماهيرية الحالية ليست كرها لكرة القدم. فكثير من محبى تلك الرياضة، تحولوا إلى تصفيات أوروبا للمونديال لمتابعة مباريات مثيرة ودرامية. ولعل أكثرها إثارة كانت بين ألمانيا والسويد فى تصفيات المجموعة الثالثة، وجرت على الملعب الأوليمبى فى برلين، وانتهت بالتعادل الذى لم يتوقعه أحد 4/4، بعدما كان الفريق الألمانى متقدما 4/صفر (نعم بأربعة أهداف نظيفة).. وتوالت أهداف السويد فى الشوط الثانى وجاء هدف التعادل فى الوقت المحتسب بدل الضائع، كى تحيا فى الأذهان مقولة مصطفى كامل الشهيرة: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.. وكنت أظن أن مدرب السويد أخذ يردد مثل مدربينا ولاعبينا حين يخسرون بأربعة أهداف مقولة سعد باشا زغلول: مفيش فايدة!
ومن رواسب وأخبار كرة القدم التى تعرف من لا يعرف، وتعلم من لا يتعلم، أن يعلن مدرب منتخب الدنمارك مورتن أولسن أنه استبعد نهائيا المدافع باتريك متيليجا الغانى الأصل عن الفريق بعد أن رفض اللاعب التسخين قبل المباراة التى خسرتها بلاده أمام إيطاليا 1/3، ضمن تصفيات المونديال. وقد رفض متيليجا التسخين لأنه شعر بأنه لن يشارك أساسيا.. حسب تصريحات المدرب..
الذين يرفضون تلك المقارنات بحجة أنهم هناك فى العالم الآخر شىء ونحن هنا شىء أخر. يرون أنها مقارنة بين الممكن وبين المستحيل، لكنى أعرف أن المستحيل يسكن أحلام العاجز، فلا أظن أن القرار والحسم يحتاج إلى تعليم وأموال ونهضة اقتصادية، ثم هو مش إحنا أمة الحضارة.. راحت فين تلك الحضارة؟!
أنتهى بسؤال متكرر يُطرح علىّ كلما قابلت مشجعا أو محبا لكرة القدم، والسؤال هو: متى يعود الدورى؟
أجيب دائما بجزء من قصيدة أضحكتنى لوزير الدفاع الأمريكى الأسبق رونالد رامسفيلد ونشرتها جريدة «كريستيان ساينس مونيتور»، وقرأتها فى مقال للأستاذ محمد حسنين هيكل، حيث يقول الوزير الشاعر:
كما نعرف
فهناك أشياء لا نعرفها
بعضها نعرف أننا لا نعرفه
وبعضها الآخر لا نعرف أننا لا نعرفه
الأشياء التى لا نعرفها.. لا نعرفها
والأشياء التى نعرفها قد لا نعرفها
أعلم أن الشعر لا يترجم لأن قواعده تختل.. لكن هكذا ترون أن الإجابة عن عودة الدورى وإحياء الكرة المصرية ليست فى بطن الشاعر لكنها فى نصه.. «يخرب عقلك يا رامسفيلد». كيف عرفت مبكرا أننا لن نعرف شيئا؟