خليهم يفرحوا
حسام السكرى
آخر تحديث:
الأحد 18 أكتوبر 2015 - 7:55 ص
بتوقيت القاهرة
وصلتنى هذه الرسالة بلغة أجنبية. وقد رأيت أن أنشرها مترجمة، رغم اختلافى فى الرأى مع صاحبها
***
عزيزى الأستاذ حسام السكرى
باتابع كتاباتك، وباقراها دايما فى موقع الشروق وفى صفحتك فى الفيس، باستخدم أداة الترجمة، لأننى معرفش عربى.
ما تزعلش لما اقولك إنى بانبسط لما ألاقى بعض قراءك بينبهوك لتحيزك الشديد، ولمبالغتك فى التركيز على موضوعات جانبية فى الوقت الحرج اللى بلدك بتمر بيه. كتير من كتاباتك وخاصة أخيرا، بتركز فيه على التعذيب، وحقوق الإنسان، والاختطاف القسرى، وأهمية التنمية، والتخطيط، والرؤية. ده رغم علمك بالمخاطر اللى بتهدد بلدك واللى بتخلى الحاجات دى كلها فرعية فى الوقت ده.
وبصراحة طريقتك زى ما قالولك مش موضوعية ولا متوازنة. مفيش داعى تنشر السلبية والكآبة وتحبط الناس. الناس محتاجة تفرح يا أستاذ حسام!
الموضوع ده مضايقنى لإن الشخصيات التاريخية الكبيرة اللى زى حالاتى، بتعانى من التسطيح الشديد وظلم الكتاب اللى زيك.
أه والله.. قسما بالله أنا عانيت من الظلم، ومازلت أعانى منه فى بلدى حتى هذه اللحظة، بسبب الناس اللى مش موضوعيين زى حضرتك.
الإنجازات اللى عملتها لبلدى ما لهاش أول ولا آخر، ومع ذلك بيعملوا زيك بالضبط. بيركزوا على السلبيا وكإنها كل حاجة..
أنا استلمت بلدنا فى أعقاب جمهورية فاشلة وغير مستقرة. الوضع عندنا كان مضطرب والناس كانت هتقوم على بعض. ومع ذلك عملتها مفخرة للأمم خلال سنوات.
هتسألنى إزاى طبعا.
بص يا سيدى، أهم حاجة التفويض. أخدت تفويض من البرلمان فى صورة قانون اسمه قانون التمكين، بمقتضاه أصدرت كل القوانين اللى انا شايف فيها مصلحة الشعب واستقراره. بلا برلمان بلا عطلة بلا ديمقراطية بلا كلام فارغ. الاستقرار أهم من أى شىء.
دى كانت انطلاقة النهضة اللى أعقبها إلغاء الأحزاب وإفساح المجال لصوت واحد وقوى يلعلع. صوتى.. صوت الشعب. بعدها أطلقت سلسلة مشروعات كبرى. عملت شبكة طرق مسكت البلد كلها، وبنيت مصانع تسد عين الشمس. إشى عربيات وإشى طيارات، وإشى أسلحة. مشاريع قومية جامدة، مش فنكوش كلام. مخليتش فى البلد كلها واحد عاطل عن العمل. قضيت على البطالة وبنيت قوة عسكرية ما بتهزرش.. طيارات، دبابات، مدرعات، قاذفات قنابل، مدافع. جيش فخيم وقوى.
كنا قد الدنيا وبقينا قد الدنيا. أنا باكلمك جد. ومع ده كله ما أخدتش من الناس غير الجحود. عملوا زيك ومسكوا فى السلبيات. اللى يقول خربها، واللى يقول عنصرى.. ديكتاتور.. ولع العالم.. قوم الحرب الكبيرة.
طب افرض حتى إن الكلام ده صح، وإنى عملت شوية أخطاء، هل يصح اننا نعمم؟ إفرض إن فيه كام واحد اتعذبوا، وكام واحد اتحرقوا، وكام واحد اتخنقوا وماتوا، وكام بلد دخلوا فى حروب مع بعض أو معانا.. هل ده يخلينا نتغاضى عن الإيجابيات؟
بلاش دى.. إفرض إنى كنت السبب فى الدمار والحروب اللى حصلت، هو انا مش إنسان وممكن أغلط؟!.. واللا انت ما بتغلطش؟
بص، مش هاطول عليك، فرح الناس وإسمع كلام العاقلين وخليك متوازن. حبة حلو وحبة وحش.. الكاتب الموضوعى بيكتب شوية سلبيات وشوية إيجابيات. شوية سلبيات وشوية إيه؟ قول معايا!!.. إيجابيات…
وختاما.. وصل السلام للجماعة
هايل ألمانيا، هايل ألمانيا، هايل ألمانيا
توقيع
الراجى لعفو ربه الفوهرر
أدولف.. ابن عمك هتلر