ليلة غابت فيها الشماريخ
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 18 أكتوبر 2015 - 8:05 ص
بتوقيت القاهرة
** عندما نفتقد المتعة، وعندما تغيب القيم الرياضية، يكون اجترار بعض الجمال ترويحا للنفس. فمازلت فى استاد هزاع بن زايد بالإمارات حيث جرت مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك، ومازلت أعيش هذا المستوى الفنى الراقى الحافل بالصراع النظيف إلا قليلا. ومن دلائل قوة المباراة أن الكرة كانت معظم الوقت فى الملعب. واللعب معظم الوقت سجال لا يتوقف. وتكتمل اللوحة بسلوك عماد متعب، الذى منح حسام غالى كأس القيادة وشارة القائد وقد كسب به عماد متعب احترام الجميع وتقديرهم، فالناس فى شوق إلى هذا الإيثار، وإلى هذا التواضع، فى مجتمع أصاب بعضه الغرور على الرغم من جهل هذا البعض وعدم كفاءته..
** كما أنها كانت ليلة غابت فيها الشماريخ. فأين ذهبت تلك اللعبة الحارقة الغاضبة المحتفلة والمحتفية أيضا؟ لماذا لا تظهر إلا فى ملاعبنا على الرغم من التشديدات الأمنية؟ لماذا يبدو لى أن هناك من يدفع شبابنا إلى العنف والخروج عن القانون والقواعد؟ ومن يدفع بصناعة رياضية ممتعة إلى الإفلاس والضعف؟
** وأنتقل إلى المصالحة التى جرت بين رئيسى الأهلى والزمالك. وأحمد الله على هذا التصالح، وهذا الهدوء الذى يلوح فى الأفق وأتمنى مخلصا أن يستمر ويحيا قليلا من أجل كرة القدم ولتخفيف الاحتقان. وأدرك أن البعض يلعب بالنار ويشعلها، ولا يرغب فى هذا الهدوء، وأن الشياطين تسود وجوهها كلما طل الحب والخير.. ولكن مازلت أعترض على إدارة أمورنا ومشاكلنا «بمنطق القبيلة». فلماذا لم يتحرك رئيسا أكبر ناديين فى الشرق الأوسط للتفاوض وحل المشكلات وحدهما دون تدخل؟ والتفاوض يعنى به التنازل واللقاء فى وسط الطريق من أجل إكمال الطريق..
** على أى حال كنت تلقيت رسالة من الزميل محمد حامد الصحفى بجريدة الاتحاد الإماراتية، وأنشر بعض ما جاء فيها حيث قال:
** هل تسمح لى بكتابة بعض الانطباعات المتعلقة بسوبر الزمالك والأهلى فى العين.. بما أننى عايشت التجربة أنا وأسرتى من قلب الحدث.. وبما أننى على علاقة ما بالصحافة الرياضية؟
أولا: هذه رسالة للقيادة المصرية.. لديكم شعب عظيم.. ينضبط ويثبت أنه متحضر بالفطرة حينما يتأكد من قوة وعدل البلد الذى يعيش فيه.. وإلا ما تفسيركم لحالة الانضباط التى ظهر عليها 25 ألف مصرى فى ستاد هزاع بن زايد؟
ثانيا: عشق الأهلى أو حب الزمالك ليس لهما علاقة أبدا بالتعصب.. صحيح أن الجهات المنظمة للسوبر قامت بالفصل بين الجمهورين فى المدرجات.. ولكننا كنا فى قمة المودة والتآلف قبل وأثناء وعقب المباراة..
ثالثا: اعترف الإماراتيون قبل غيرهم أن ستاد هزاع بن زايد عاش ليلته الأجمل.. وهذا يعنى أن مصر «أمة كروية» كما قال لى جورفان فييرا الذى شبه مصر بالبرازيل.. ما أعنيه أن شغف جمهورنا وموهبة نجومنا فى حاجة إلى إدارة كروية ومنظومة واعية.
رابعا: حان الوقت لإصلاح الإعلام الرياضى والكروى فى مصر. ولمن يتعلل بالإمكانات المادية أقول له الكرة المصرية دجاجة تبيض ذهبا..
خامسا: مصر بقوتها البشرية والإمارات بخطاها الواسعة يستطيعان أن يشكلا نموذجا عبقريا للتعاون والتقارب.. هذا المزيج جعل السوبر يظهر وكأنه سوبر أوروبى..
** أتمنى ألا أكون قد حملت الأمور أكثر مما تحتمل.. عاشت مصر.. وشكرا للإمارات..
** انتهت الرسالة.. هل وصلت ؟!