مفاجآت دائمة فى إعداد المنتخب..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 18 أكتوبر 2018 - 9:55 م
بتوقيت القاهرة
** تأهل المنتخب لكأس الأمم الإفريقية القادمة. وهى واحدة من المرات القليلة فى السنوات الأخيرة التى يحجز الفريق فيها تذاكر السفر مبكرا، وبذلك لن يهرول الاتحاد والجهاز كعادتهما فى البحث عن برنامج الإعداد، فيرسل الجهاز الإدارى أو الفنى «فاكسات « (فى زمن الإيميلات)، إلى جميع الاتحادات الأعضاء فى الفيفا للعب مباراة ودية، فى انتظار الرد، فيأتى الرد بعد أيام من منتخب يرغب فى زيارة الأهرامات..!
** اليوم خرجت تصريحات من الجهاز ومن اتحاد الكرة بأن المنتخب سوف يلعب مباراة إعداد فى شهر نوفمبر مع فريق لاتينى، وفى قول آخر فريق أوروبى. وسواء كان المنافس لاتينيا أو أوروبيا، فالمهم هل يكون برازيليا أم إسبانيا؟ أرجنتينيا أم ألمانيا؟
** تلك أسئلة تحمل خيالا بعيدا عن الواقع. فالنتيجة التى أتوقعها أن يكون المنتخب اللاتينى هو بوليفيا أو فنزويلا والمنتخب الأوروبى هو صربيا أو ليختشنتين.. شىء من هذا اعتدنا عليه طوال فترة عمرنا التى عشناها مع كرة القدم المصرية. إذ نفاجأ بأننا سنشارك فى بطولة. ونفاجأ بأن موعد البطولة اقترب. ونفاجأ بأن المنتخب لم يتفق على مباريات إعداد. ونفاجأ بأن الاتحادات التى نخاطبها حددت برامجها مسبقا بأشهر. ثم نفاجأ بأنه إذا حدثت مفاجأة وأبدى أحد المنتخبات الكبرى استعداده للعب فى القاهرة، نفاجأ بأن المقابل المادى فوق طاقة الاتحاد. وكل مفاجأة من تلك المفاجآت، ليست مفاجأة ولا يجب أن تكون مفاجأة..!
** بعد سنوات من التعامل مع اللعبة على أنها مجرد لعبة، آن الأوان لأن نلعب بجد ونتعامل مع اللعبة على أنها صناعة أو حتى «زراعة». فيكون الإعداد محسوبا ومدروسا، ووفقا لخطة قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى.. وفى التخطيط السليم، ليس ضررويا ارتباط إعداد المنتخبات الوطنية باقتراب بطولة، فالمنتخبات الأوروبية تلعب مباريات تجريبية فى أيام الفيفا من أجل الإعداد، والخطط توضع لعام أو لعامين مقدما، ويتم الاتفاق على المباريات بين الاتحادات وتحترم تلك الاتفاقيات..
** مهم أيضا ترتيب مباريات قوية مع منتخبات كبرى.. فمنتخب الأردن لعب أخيرا مع كرواتيا ثانى المونديال، والفريق السعودى لعب مع البرازيل والأرجنتين والعراق وذلك استعدادا لكأس الأمم الأسيوية فى الإمارات.. وفى كأس الأمم الإفريقية سنلعب مع منتخبات تونس والمغرب والجزائر والكاميرون والسنغال وغانا ونيجيريا، وبالطبع من السهل اختيار منتخب يمثل غرب القارة أو شمالها أو جنوبها. كذلك إذا حدث وتأهلنا إلى كأس العالم 2022 فإن المنتخب يلعب فى البطولة الكبرى مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وإسبانيا واليابان والبرازيل وأوروجواى.. فكيف نستعد لهذه الفرق باللعب مع مقدونيا واستونيا والهند وباكستان.. فهى كأس العالم للأقوياء وكأس العالم لكرة القدم وليست كأس العالم للكريكيت؟!
** نحن نطالب بكل ما جاء فى السطور السابقة منذ عقود، وفعلها مثلنا أجيال قبل الميلاد، ولذلك أنتهى مقتبسا من مقال للزميل محمد سعد عبدالحفيظ مدير تحرير جريدة الشروق عن الشاعر الكبير كامل الشناوى بيت شعر كتبه فى مقال سياسى عن تعديل دستور 1923، وأكرره فى مقال رياضى أملا فى تعديل طريقتنا فى إعداد المنتخبات مع تغيير بسيط فى الأسماء ويقول البيت: « كلما قلت غدا.. ضحك هانى وقال بعد غد»..!!