الجماعة الوحيدة

أحمد الصاوى
أحمد الصاوى

آخر تحديث: الثلاثاء 19 فبراير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

من فضلك انظر جيدا إلى الصورة

 

هذه دعوة لكل عضو فى جماعة الإخوان المسلمين قبل أن تكون لغيرهم.

 

الرئيس مرسى، مرشح رئاسى متأهل لجولة الإعادة ضد أحد رموز النظام السابق، يقف فى فندق فيرمونت مقدما نفسه كمرشح للتوافق الوطنى الشامل، معبرا عن كل أطياف ومكونات قوى الثورة.

 

هل تتذكر هذه الصورة، مرسى ومن خلفه ممثلين عن كافة التيارات ورموز مستقلة، من داخل التيار الإسلامى ومن خارجه، من شباب الثورة ومن الإعلاميين والكتاب، من مؤيدى الرجل من داخل ذات الفكر والمنهج ومن عاصرى الليمون.

 

ماذا جرى للصورة بعد ذلك؟

 

غادرها عدد ليس قليلا من ممثلى القوى المدنية وشباب الثورة شيئا فشيئا، واستقرت على الرئيس ومن حوله جماعته وحزبه والتيار الإسلامى وهيئة مساعديه ومستشاريه المتنوعة المشارب.

 

ثم ماذا بعد؟

 

غادر عدد ليس قليلا من المستشارين والمساعدين، واحد وراء آخر، لكل منهم سبب وحجة لكن كل مغادر كان ينذر بمغادرته من نتيجة قادمة لا محالة لهذه الصورة، ثم غادر الحليف الأهم والأكبر «حزب النور» رويدا رويدا، مرة بإعلان مواقف غير مؤيدة تماما لسياسات الرئيس، ومرة بانتقادات مباشرة وحركة مستقلة، وأخيرا بمغادرة آخر ممثلى الحزب فى الهيئة الاستشارية الرئاسية.

 

ما شكل الصورة الآن؟

 

الرئيس وحيدا سوى من إخوانه فى جماعته وحزبه، وبعض المكونات الأصغر والأقل تأثيرا حتى وإن بدت مزعجة بالصوت.

 

لماذا يغادر الشركاء مركب الرئيس؟

 

هذا سؤال لابد له من جواب، ولابد أن يسبق الإجابة تدبر طويل إذا كنت من أعضاء جماعة الرئيس أو حزبه أو أهله وعشيرته، عندما تعرف الأسباب الحقيقية لتقلص مساحة الصورة وتضاؤل أعضائها وتآكل مكوناتها فى أقل من عام ستعرف كيف فرق الرئيس ولم يجمع، وكيف شتت ولم يوحد، وكيف مزق الوطن ثم خرجت جماعته لتتهم الجميع وكأن كلهم طامعون ومغرضون ومتآمرون.

 

لم يفقد الرئيس فقط شركاءه ممن ينتمون لمعارضة الأصل فيها أن تنافسه، لكنه فقد أيضا رموزا مستقلة وكتابا ومفكرين لا يمثلون فرادى أى تهديد لمكانة الجماعة فى السلطة.

 

الجماعة اختارت أن تكون وحيدة وأن تلعب منفردة، وهى اختيار قديم لو تعرف، ونتائجه أن صار الرئيس وحيدا تماما إلا من أعضاء الجماعة وكأنه لم يغادر التنظيم بعد، وكلما كان الرئيس وحيدا كلما تآكلت شرعيته، أليس بينكم عاقل يتدبر جيدا فيما جرى للصورة؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved