«حماس» المستفيد من ضعف السلطة الفلسطينية وإسرائيل
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأحد 19 فبراير 2023 - 8:35 م
بتوقيت القاهرة
هناك مَن يشعر بالرضا عن الاشتباك المستمر والمتصاعد ما بين إسرائيل والفلسطينيين فى الضفة الغربية. فى بداية الأسبوع، عقدت حركة «حماس»، الرابح الأساسى من المواجهات، مؤتمرا بعنوان «توحيد الجبهات، وحدة الجبهات». المتحدث المركزى فى المؤتمر كان صالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى للحركة، الذى تتهمه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بقيادة النشاط «الإرهابى» للحركة فى الضفة عن بُعد. العارورى، الذى يمضى وقته ما بين لبنان وتركيا، ألقى خطابا افتراضيا حماسيا. وقال إن «الفلسطينيين على أعتاب معركة استراتيجية مقدسة ضد إسرائيل. الظروف الدولية ملائمة جدا الآن».
وبكلمات أُخرى، فإن «حماس» التى تسيطر على غزة ترى، عن بُعد، ضُعف اللاعبَين المركزيين فى الضفة، السلطة الفلسطينية وإسرائيل. السلطة فاسدة، غير محبوبة فى أوساط المواطنين. أما إسرائيل، فإنها تُدار على يد حكومة يمين متطرف، الشركاء فيها يدفعون بسياسات متناقضة. كما أنها لا تزال عالقة فى أزمة سياسية حادة، والتضامن الدولى مع حكومتها فى الحضيض.
من جانب «حماس»، هذا الوقت ملائم للاستمرار فى الهجوم. لكن، وعلى عكس المرات السابقة، فإن قيادات «حماس» فى غزة والخارج لا تسارع إلى التموضع فى الصف الأول للمواجهة. هذه القيادات تطمح الآن إلى مأسسة معركة متعددة الجبهات، الشبان المستقلون فى الضفة هم مَن سيقودون المواجهة، ومَن يضع التحديات أمام إسرائيل. وفى المستقبل، فى الوقت الملائم، سيتم دمج الجبهات الأُخرى، كغزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى الجنوب اللبنانى.
خلال اجتماع «الكابينيت» يوم الأحد، حاول بن غفير الدفع بسلسلة عمليات رد إسرائيلية، فأوقفه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت. «المهنيون» أيضا من الجيش والشرطة و«الشاباك»، طالبوا بمنحهم الوقت الكافى للاستمرار فيما يقومون به، على أمل أن يساعد ذلك على تهدئة الأمور. فقرة الشئون الأمنية من الاجتماع انتهت من دون أى خطوات جديدة تقريبا. وبعدها، تم إخراج أغلبية الضباط من الاجتماع، وبقى السياسيون لمناقشة السياسة إزاء الاستيطان.
وتحديدا من هذا الجزء، خرجت البشارة بتشريع 9 بؤر استيطانية غير قانونية، ستتحول قريبا إلى بلدات جديدة ومعروفة، إلى جانب المصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة فى المستوطنات. مَن قاد هذه الخطوات كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذى لا يزال يطالب بـ«تشريع» 77 مستوطنة كاملة فى الضفة، كما وعده نتنياهو خلال توقيع الاتفاقيات الائتلافية. نتنياهو تماشى مع توصية جالانت، وكان من الصعب عليه المعارضة.
وعلى الرغم من الانتقادات المتواضعة نسبيا من طرف إدارة بايدن فى الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، فى أعقاب قرار الحكومة، فإن المصادقة على خطوات تخص المستوطنات والبؤر يبدو أنها مريحة أكثر، بالنسبة إلى نتنياهو، من المصادقة على خطوات مواجهة مباشرة مع الفلسطينيين قد تدفع إلى مواجهة عسكرية أصعب. وهناك أيضا نظرية مؤامرة أُخرى تشير إلى أن نتنياهو لم ينجح حتى اليوم فى الحصول على دعوة إلى البيت الأبيض، على الرغم من جهوده، ومن مرور أكثر من شهر ونصف على تأليف حكومته. هل كانت هذه طريقته للفت انتباه الرئيس جو بايدن، والقول إنه لا يزال فى جعبته ما يمكن أن يُغضب الأمريكيين؟ إن كان هذا صحيحا، فإن الأمور تبدو تفكيرا طفوليا.
عاموس هرئيل
محلل عسكرى
هآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية