على ومصطفى أمين.. توءما صحافة الخير
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 19 أبريل 2014 - 9:00 ص
بتوقيت القاهرة
يظل الزمن القديم الجميل الذى انقضى حلما يتراءى للإنسان المصرى الذى قدر له أن يعايش عصرين من الزمان متباينى الاختلاف. أبدا ليس هو الحنين الدائم للماضى الذى يدعونا للتمسك بأيام خلت إنما هى الحقيقة التى باتت لا تقبل شكا والواقع القائم الذى نعيشه بكل تفاصيله فى حياتنا اليومية الآن.
طغت السياسة على الإعلام فأصبح محركا للأحداث بدلا من أن يظل فى موقعه راصدا لها وتسلطت فيضانات الكلام على الإنسان المصرى فأغرقته وطاردته وحاصرته فغاب الاهتمام بقضايا الإنسان واغتيل حقه فى الحلم بواقع يسعده ويدفعه لحب الحياة. إذا كان هذا حالنا الآن فكيف لا نذكر أياما كان للإعلام فيها دور إنسانى واجتماعى فاعل.
منذ أيام كانت ذكرى وفاة الصحفى الأشهر مصطفى أمين الذى رحل عام 1997 بعد وفاة توءمه العظيم على أمين صاحب فكرة عيد الأم. لا أذكره فى ذكرى رحيله فالأخيار يطلون دائما كالأفكار النبيلة التى يعتقنها أصحاب النفوس السوية ومحبو الحياة القادرون على العطاء.
حديثى اليوم عن مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية والتى بدأت بألفى جنيه من على وتوءمه مصطفى. أربعة آلاف جنيه فى الخمسينيات كانت تعد ثروة صغيرة رصدها توأما الصحافة لتحقيق الأحلام الصغيرة لأبناء الوطن. كان يكفى أن ترسل خطابا لأخبار اليوم ليدق بابك أحد محرريها فى اليوم التالى محققا لك حلمك وكأنما تتكرر ليلة القدر (كما سميا مشروعهما) فى بيوت كثيرة لتشرق الوجوه بابتسامات حقيقية.
هذا الأسبوع حملت الأستاذة صفية مصطفى أمين تبرعا قيمته مليون جنيه لمؤسسة مجدى يعقوب وآخر بذات القيمة لمعهد القلب القومى واصلت رسالة العطاء سَمية أم المصريين صفية زغلول وبصحبتها مائة من المحررين والعاملين والباحثين. واليوم كان لمؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية أن تدعم أداء معهد القلب القومى بتوفير سريرى رعاية مركزة كاملى التجهيزات للأطفال وتحديث قسم الطب الوقائى وإعادة تأهيل مرضى القلب إلى جانب توفير دعامات دوائية لغير القادرين.
القارئ الجيد لأحداث الوطن يدرك أن علينا الانتظار طويلا قبل مجرد التفكير فى أن مقدرات وزارة الصحة يمكنها أن تغطى احتياجات الإنسان المصرى الصحية أو توفر برنامجا للتأمين الصحى. الخيار الوحيد المتاح الآن هو الاعتماد على أصحاب الهمة العالية والحس الوطنى من أبناء هذا الوطن أمثال توءمى الصحافة مصطفى وعلى أمين أبقاهما الله وبارك فى عمريهما.