من يخلف محمود عباس؟
من الفضاء الإلكتروني «مدونات»
آخر تحديث:
السبت 19 أبريل 2014 - 9:15 ص
بتوقيت القاهرة
فى خلفية المشهد السياسى الفلسطينى، يكمن رجل يعتبره الرئيس محمود عباس 79 عاما خصمه اللدود. وهو يصغر عباس بثلاثين عاما، وكان شوكة فى جسد الرئيس منذ لحظة انتخابه، يوجه له باستمرار الانتقادات بضعف القيادة والفساد، ويمد الاتهام إلى اثنين من أبناء عباس. وردا على ذلك، قام عباس بطرده مع أتباعه من حركة فتح، ونفاهم من الضفة الغربية، ووجه إليه وابلا من الاتهامات، من بينها التواطؤ مع عملاء إسرائيليين لتسميم الزعيم الفلسطينى السابق، ياسر عرفات.
ويكره الجميع داخل حركة فتح وليس عباس وحده محمد يوسف دحلان، البالغ من العمر 52 عاما، ولديه تطلعات لخلافة الرئيس المسن. وفى عام 1981 ساعد فى تأسيس فرع غزة من حركة شباب فتح «صقور فتح». وتحتوى سيرته الذاتية على الشرط اللازم لقبول السياسى فى الأوساط الفلسطينية ــ الفترة التى قضاها فى سجن إسرائيلى بتهمة القيام بأنشطة إرهابية. ففيما بين عامى 1981 و1986، اعتقل ما لا يقل عن 11 مرة. وهناك أمر آخر، إنه ألقى بثقله فى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والحكومة المصرية المؤقتة فى ظل المشير (الذى سيصبح قريبا الرئيس) السيسى، كما يدعم هجومهم ضد سياسات الرئيس أوباما فى الشرق الأوسط.
وقد اكتسب هذا المارق الفلسطينى مكانته السياسية الهائلة عن طريق ولى عهد الإمارات محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، أحد الداعمين ماديا الأكثر سخاء للسيسى، وهو يقف فى طليعة حملة الحياة والموت السعودية الإماراتية ضد الإخوان المسلمين. والآن، وطد دحلان مكانته فى القاهرة، ضمن الدائرة القريبة للسيسى، مستشارا للقضية الفلسطينية ــ وهو ما يفسر الانتقادات اللاذعة الهائلة التى وجهها له عباس، قبل بضعة أسابيع، فى اجتماع مغلق للمجلس الثورى لحركة فتح. وأعلن عباس، أنه لن يسمح بعودة دحلان مرة أخرى إلى حركة فتح. وأشار إلى أنه ليس هناك مكانا فى الحركة لأولئك الذين ما زالوا موالين له.
وباختصار، من الواضح أن العلاقة بين عباس ودحلان وصلت إلى أدنى مستوياتها، فى حين يبدو أن دحلان يواصل التقدم. ويبدو أنه يدبر عودة، يمكن أن تجعله منه خليفة محتملا لعباس، تدعمه الملايين من الدولارات التى جمع بعضها بنفسه فى الخليج، من مساعدات رجال الأعمال والجمعيات الخيرية فى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى.
وفى تواضع، ينفى دحلان، مثله فى ذلك مثل جميع المرشحين المحتملين لهذا المنصب الرفيع أنه يسعى إليه. وخلال مقابلة مع التليفزيون المصرى يوم 16 مارس، أعلن دحلان: «لم يعد الشعب الفلسطينى يستطيع تحمل كارثة مثل محمود عباس».
وربما يتقاعد عباس بعد الفشل المتوقع لعملية السلام الحالية. وبصرف النظر عن تقدمه فى السن، والاعتبارات السياسية الأخرى، يبدو وضعه كرئيس أمرا مشكوكا فيه.
وبالتالى من سيشارك فى السباق إلى جانب دحلان؟ هناك الرجل الذى تعلن حماس أنه القائم الشرعى بأعمال الرئيس الفلسطينى وفقا للدستور ــ عبدالعزيز دويك، رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى منذ يناير 2006.
وكان دويك، يعمل أستاذا للتخطيط العمرانى، لم يتهم أبدا بالتورط فى الإرهاب، وقد صرح للصحفيين بأنه يرى أن مطالبة حماس بإقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطينى «لا تعدو كونها حلما، و غير واقعية»، وربما يكون الخليفة المفضل للرئاسة الفلسطينية, ووفقا لاستطلاعات الرأى، فإن السياسى الفلسطينى الذى يحظى بشعبية عريضة، هو مروان البرغوثى البالغ من العمر 54 عاما، وهو زعيم فلسطينى يتمتع بالكاريزما مدان حاليا بتهمة قتل أربعة أشخاص خلال عمليات إرهابية فى عامى 2001 و2002، ويقضى أحكاما متعددة بالسجن مدى الحياة فى سجن إسرائيلى. وتظهر استطلاعات الرأى، التى أجراها المركز الفلسطينى للبحوث السياسية والمسحية، أن البرغوثى قد يصل بسهولة إلى قمة سباق ثلاثى يشمل أيضا عباس وإسماعيل هنية، زعيم حركة حماس. وهو من المؤيدين المتحمسين لحل الدولتين والمقاومة الفلسطينية، ويعتبر المنافس الأول على منصب الرئاسة، وربما كان الشخص الوحيد الذى يستطيع إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن البرغوثى فى إطار صفقة لإنقاذ محادثات السلام من الإنهيار. وإذا تم إطلاق سراحه، كجزء من آخر محاولة للإنقاذ، سيكون بديلا قويا لدحلان. أما إذا أبقته إسرائيل فى السجن، سيكون دحلان فى وضع جيد لإزاحة محمود عباس جانبا ليصبح الرئيس الفلسطينى القادم.