فاز الأهلى فى صراع الإرادات..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 19 أبريل 2021 - 7:35 م
بتوقيت القاهرة
** كرة القدم يحكمها أحيانا «صراع الإرادات». فالفريق الذى يملك الإرادة يبادر ويهاجم، ويضغط.
وهكذا فعل الأهلى فى الشوط الأول من مباراته مع الزمالك. إذ كان متسلحا بالإرادة. إرادة الفوز. بامتلاك الكرة والحركة المستمرة وتبادل المراكز وصناعة الفرص. بينما وقع الزمالك أسيرا فى فكرة قديمة تسمى: «جس النبض» عندما كانت معلومات المدربين عن المنافس غامضة، وعندما كانت الفرق تخشى أكثر مما تملك من الشجاعة. وعندما كان الانتظار حلا !
** لأن كرة القدم عبارة عن دراما وكل مباراة عبارة عن فيلم. أتذكر واحدا من المشاهد الدرامية لأحد أفلام السينما الأمريكية، عن معارك الغرب حين قال أحد أبطال الفيلم لغريمه: «إذا كنت تريد أن تطلق راصاصتك أطلقها. لا تلقى بالخطب الصماء ولا تنتظر».. وبعد هذه الجملة أطلق الرجل رصاصته على غريمه دون انتظار. هكذا أخذ الأهلى المبادرة وأهدر محمد شريف فرصة تهديف فى الدقيقة الأولى، ثم استمر الفريق فى هجومه وفى المبادرة وفى امتلاك الكرة، بينما الزمالك ظل ينتظر، ينتظر انتهاء فترة جس نبض غير موجودة فى الملعب ولا ينتظرها الطرف الآخر. فلعب متراجعا ومدافعا، مدفوعا بضغط الأهلى ومبادرته. حتى سجل محمد شريف هدفين بالشمال وباليمين. ويالها من ملكة عند مهاجم يلعب بكلتا قدميه.. لكن لماذا لم يبدأ كارتيرون المباراة بالمحاولة ضد محاولة الأهلى؟ لماذا انتظر حتى تأخر الزمالك بهدفين لهدف؟ لماذا انتظر حتى الشوط الثانى؟
** كثيرا ما تغير الأهداف سيناريوهات المباريات.. لاسيما فى الكرة المصرية، حيث لا يستطيع اللاعب الاستمرار فى الصراع الممتد، الذى يقوم على الندية الهجومية وتبادل المبادرات. وهذا ما حدث فى مباراة القمة 121. فكان الشوط الأول للأهلى لعبا ونتيجة، وساهم فى ذلك براعة وقدرات أيمن أشرف ومحمد شريف وأفشة، وطاهر والسولية. فأيمن أشرف كان هو الظهير الأيسر واللاعب الزائد. ومارس أيضا دور الجناح. وانظروا كيف مرر الكرة إلى محمد شريف ليسجل هدف الأهلى الأول. فأين كان موقع أيمن أشرف..؟ كان أمام منطقة جزاء الزمالك فى الناحية اليمنى. بينما أفشة يتحرك بدهاء فى ثلث الملعب الأخير. ومحمد شريف سريع الجرى وسريع القرار. ويرى مرمى المنافس مثل فريسة شهية. إنه لاعب لا ينتظر. لم يعد فى كرة القدم ما يسمى بالانتظار الذى ما زال البعض يراه تكتيكا أو حكمة!
** هدف من شيكابالا صعد بمعنويات لاعبيه إلى السماء بعد التقدم المبكر للأهلى. والهدف جميل، سجله شيكابالا من قبل. نفس الأداء الحركى. يستلم الكرة ويرواغ الدفاع وهو يدخل عمق الملعب ثم يسدد فى الزاوية المستحيلة على الحارس. لكن رد محمد شريف كان سريعا بعد بضع دقائق.. جعل الزمالك ينتظر شحنة غرفة الملابس فيما بين الشوطين.
** فى الشوط الثانى قدم الزمالك الصورة الفنية التى لم يبادر بها فى الشوط الأول. وعزز هذه الصورة الدفع بسيف الدين الجزيرى، وزيزو. وكلاهما أضفى النشاط والحركة على الخط الأمامى للفريق. كذلك نشط بن شرقى. هذا اللاعب المميز فى المواجهة واحد لواحد. وهو صاحب طابع مراوغة ليس له كتالوج مثل الموج.. ففى كل مرة يغير من المناورة ومن الاتجاه. لكن نقطة التحول كانت ضربة الجزاء التى أهدرها محمود علاء. كما قال كارتيرون بعد المباراة.
** المباراة إجمالا جيدة. لم يتأثر الأهلى بالغيابات الكثيرة للأساسيين. وكنت أشرت من قبل إلى أن دكة الأهلى هى اللاعب رقم 13. باعتبار أن الجمهور هو اللاعب رقم 12، وهو الوصف الذى أطلقه الصحفى «بابلو روخاس باز» فى العشرينيات من القرن الماضى. عندما طلب منه ناتاليو بوتانا مدير تحرير صحيفة كريتيكا أن يكتب تقريرا عن إحدى المباريات. وبالفعل كتب هذا التعبير فى وقت لم يكن يحضر فيه المباريات سوى عائلات اللاعبين، حتى أصبح اللاعب رقم 12 واقعا..!