معهد القلب القومى تعظيم سلام
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 19 مايو 2017 - 9:45 م
بتوقيت القاهرة
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ــ إن شاء الله ــ التى أكتب فيها عن معهد القلب. لا أنكر تحيزا له ولا احتراما عميقا لتاريخه ولا حبا صادقا لتلك الكتيبة المناضلة التى لم تتوقف لحظة عن تقديم الخدمة الطبية كاملة فى حدود امكانيات الدولة المتاحة والظروف الاقتصادية القاسية. لا أنكر أبدا بل أعلن دعمى بلا حدود لذلك الفريق من شباب أطباء معهد القلب وجراحيه الذين اثبتوا عن جدارة أن الروح تقهر الإحباط وأن النار تخلق من الفحم ألماسا يتلألأ.
قرابة العامين ومعهد القلب القومى يعايش ظروفا قاهرة ولحظات مخاض طويلة تسفر الآن عن ميلاد جديد لمؤسسة خدمية من مؤسسات الدولة تتهيأ لأداء دور وطنى خالص لحماية صحة الإنسان المصرى وحقه فى العلاج والشفاء من أمراض القلب وتداعياتها.
خلال أيام يتهيأ معهد القلب القومى لافتتاح يليق بتاريخه ويبشر بمستقبله، أدت الدولة دورها كاملا فى تجديد مبنى المعهد وتطوير أقسامه المختلفة وتزويده بأحدث أدوات التشخيص وتجهيزات العمليات. بدا الأساس راسخا فخما يستحق بالفعل أداء التحية العسكرية الواجبة لكن الدور الحقيقى الذى ينتظره الوطن من معهد القلب القومى يبدأ مباشرة إثر الانتهاء من تلك التحية الواجبة.
معهد القلب القومى بحاجة ملحة لإعادة ترتيب أوراقه بالتعاون مع المجتمع المدنى، فالواقع أنه رغم الجهد المضنى الذى تبذله إدارته إلا أن إمكانيات الدولة المتاحة بالفعل لن تقوى على دعم الدور المنتظر منه. تم التطوير لكن مازالت هناك قطع كثيرة مفقودة فى اللوحة العظيمة التى نتمنى أن تكتمل بانتظام العمل وفاعلية الأداء.
يجب أن يحقق التطوير المعادلة الصعبة والتى تتأرجح كفتها بين تدبير الموارد اللازمة لفاعلية الأداء وحق الإنسان المصرى غير القادر على تدبير نفقات علاجه سواء أكان تابعا للتأمين الصحى أم منتظرا للعلاج على نفقة الدولة.
كان الغرض من إنشاء معهد القلب القومى هو تأمين علاج الإنسان المصرى محدود الدخل، فهل يصح أن يتراجع هذا المبدأ بعد تطوير معهد القلب إلى الحد الذى يباهى به مؤسسات عالمية.
مازالت هناك مشروعات بالغة الأهمية تتعلق بتطوير معهد القلب من أهمها:
< أعمال الصيانة لهذا الكم المتطور من الأجهزة.
< الاهتمام بتعليم شباب الأطباء فى مراكز عالمية متخصصة.
< الاهتمام بتعليم الفنيين والممرضات والتأكيد على مستوياتهم فى الأداء.
< إعادة النظر فى كل القوانين العقيمة التى تقف حائلا بين مريض بحاجة لتدخل علاجى أو جراحى سواء أكان مريض تأمين صحى أم يحمل بيده قرار العلاج على نفقة الدولة أم إنسانا قادرا ماديا على تحمل نفقات علاجه فى معهد القلب لثقته فى أداء أطبائه.
< تفعيل قرار مجلس الأوصياء والذى من بين أعضائه وزير الصحة بصفته الوظيفية ومدير الهيئة العامة للمستشفيات عميد معهد القلب وآخرين على ألا يقتصر على السادة الأعضاء إنما يسمح فيه بسماع كل الأفكار البناءة لأطباء المعهد والعاملين فيه بلا أى استثناء لفكر أو شخصية.
< أن يدعم المعهد دور المجتمع المدنى فى أداء دور حيوى ومهم لا يقف عند حدود الدعم المادى والتبرعات إنما يتعداه للمشاركة بالجهد الإنسانى ولهذا حديث آخر أدعو إليه وأتبناه إن شاء الله.