لنتعامل مع المرأة كقوة عمل
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 19 يونيو 2016 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
ينظر إلى الموارد البشرية فى الغالبية العظمى من بلدان العالم باعتبارها مصدر قوة العمل، ولذلك يتم إعداد هذه الموارد وتدريبها لتتم الاستفادة منها فى مختلف قطاعات الاقتصاد، وهذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء، ولذا تهتم البلدان الصناعية بأن تشكل المواد الدراسية فى المرحلة الابتدائية مدخلات للتعليم فى المعاهد والجامعات. وأعتقد أن هذه إحدى الإشكاليات لدينا، فنحن لا ننظر إلى الموارد البشرية باعتبارها قوة عمل وإنما بشر وناس فقط، ولهذا فإن التعليم الابتدائى يهتم بتعليم السكان القراءة والكتابة واكتساب المعارف ولكن دون ربط ذلك بمدخلات التعليم فى المعاهد والجامعات، وهذه الأخيرة، أو نسبة لا بأس بها منها، هى أيضا لا تعطى كل الأهمية التى تستحقها احتياجات العمل فى القطاعين الحكومى والخاص. ولذلك نرى لدينا نقصا فى الأطباء والممرضين والمهندسين والفنيين وغيرها من الوظائف التى يحتاجها الاقتصاد والمجتمع، يقابل ذلك فائض فى التخصصات التى لا طلب عليها.
***
لا يمكننا هنا أن نتعامل مع الطفل والطفلة أو الولد والبنت بنفس الطريقة، فالطفل الذى سيصبح فيما بعد رجلا لا يجد كل تلك المعوقات التى تلقاها المرأة، فهو بعد تخرجه من المدرسة يستطيع أن يتغلب على عدم كفاية الإعداد التعليمى الذى حصل عليه بدخوله دورات تؤهله للعمل فى العديد من المجالات كالجيش والشرطة والحراسة وغيرها. ولكن البنت لا تستطيع ذلك مثلما نعلم؛ لأن العديد من الوظائف هى حصر على الرجال. من هنا فإن الطفلة يفترض إعدادها منذ البداية لتصبح قوة عاملة فى تلك المجالات التى تناسب طبيعتها، وأعتقد أن المجالات الصحية هى واحدة من أهمها، ولا يحتاج هنا الإشارة إلى حادثة إطلاق النار على الطبيب الذى ساعد امرأة على الولادة (بالسعودية)، ولكن حتى هذه الحادثة المأساوية تعنى من ضمن ما تعنى أن المرافق الصحية تعانى نقصا فى قوة عمل الجنس الناعم.
***
إن نقص الكوادر النسائية فى العديد من المجالات المناسبة لتلك الكوادر والمجتمع يعود إلى النظرة الفوقية غير المتطورة التى يتم على أساسها التعامل مع ما يفترض أنهم موارد بشرية. الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع نسبة بطالة المرأة إلى مستويات غير مقبولة من جهة وخسارتنا لقوة عملها فى تلك المهن التى نحن فى أمس الحاجة لها من جهة أخرى.