شريف مختار ويحيى بلبع وقيم فى الطب باقية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 19 أغسطس 2016 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
أكثر لحظات السعادة التى تملأ نفسى بشرا ورضا تلك التى أتقاسمها مع أحد من حلقة أصدقاء صفحة صحة وتغذية، حتى تلك التساؤلات التى تصلنى والاستشارات الطبية أجد فى قراءتها والرد عليها متعة تغيب كثيرا عن الأيام العادية. هذا الأسبوع وصلتنى رسالة كانت السعادة بها مضاعفة فهى من الزميل مهند عزيز، ومحورها قيمة غالية من تلك القيم التى تعلو فى مجال الطب حتى وإن اندثرت فى تلك الأيام الشحيحة التى نعيشها.
الرسالة من الزميل الفاضل الدكتور صلاح بصل والذى يتعافى والحمد لله الآن بعد إجراء عملية للقلب المفتوح.. لا أجد حرجا فى ذكر الأسماء فى حديثى وفقا لرغبته وإنما أجد فى ذلك واجبا أو أريد عن رغبة حقيقية وطيب خاطر. فى البداية قصد الدكتور صلاح أحد رموز الطب فى مصر ومؤسس فرع العناية الفائقة فى مصر الأستاذ الدكتور شريف مختار الذى ظل متابعا له حتى التوقيت الذى تحتم فيه إجراء جراحة لاستبدال الصمام المتيرالى عند بداية ارتفاع ضغط الشريان الرئوى، كان الدكتور صلاح يعانى من تبعات إصابة حمى روماتيزمية للصمام المتيرالى ألمت به منذ الصغر. لم يتقاض الأستاذ الكريم أى أتعاب تذكر من مريضه طوال فترة مرضه لأنه زميل: ولا يتقاضى الطبيب أتعابا من زميل لجأ إليه.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى أن الجراح الأستاذ الدكتور يحيى بلبع الذى أجرى العملية الجراحية لاستبدال الصمام قد رفض هو الآخر تقاضى أى أجر عن عمليه لا هو ولا فريق عمله من مساعدين وأطباء تخدير ورعاية مركزة إنما وجهه فقط لسداد متطلبات المستشفى التى اجريت فيها العملية، حينها قرر الدكتور صلاح رصد نفقات العملية التقديرية لعلاج أى مريض آخر غير قادر على سدادها.
وددت من حضرتك أن تنوهى فى بابك لهذه النماذج الإنسانية المبهرة فى زماننا هذا وبلدنا هذا وودت أن تشيرى لهم كقدوة للأطباء والناس وتشكريهم على عطائهم الدائم فى صفحتك التى أحث الناس على قراءتها كنص علمى مفيد ونص أدبى ممتع، وتقبلى جل احترامى وتقديرى.
كان من الممكن أن يكتفى الدكتور صلاح بصل بنشر إعلان فخم ضخم فى الصحيفة الأشهر فى مصر لكنه أغلق طرفى الحلقة بتصرف لا يقل صدقا وإنسانية عما بدر من اسمين مرادفهما فهم واع لأصول المهنة السامية.
ذكرنى الدكتور صلاح بصل بما نسينا من آداب مهنة الطب وأصول رسالتها نعم ومثلى كثيرون لم تعد تلك السلوكيات تدهشنا فأنا لم أجد أى غضاضة فى أسبوع مضى أن أسدد ألف جنيه كاملة لزميل أجرى لى فحصا لقاع العين وقرر لى قياس للنظارة.
أعادنى د. صلاج بصل لزمن جميل تعلمنا فيه أن لمهنة الطب آدابا وأصولا وقسما لمعاملة المرضى والزملاء.
تحية واجبة للأستاذ الجليل الدكتور شريف مختار والأستاذ الجراح يحيى بلبع على هذا الثبات الأخلاقى النبيل فى زمن ردىء.