كى يموت علاء لابد أن يعود عمرو
معتز بالله عبد الفتاح
آخر تحديث:
الجمعة 19 نوفمبر 2010 - 10:37 ص
بتوقيت القاهرة
كنت أرصد بالكثير من الضيق أخبارا عن توقف الأديب الكبير الدكتور علاء الأسوانى عن الكتابة فى الشروق على أحد مواقع الأخبار المصرية، وأثناء قراءتى لبعض المنشور عن الخبر وجدت فى أقصى يسار الشاشة مشهدين فيديو، أحدهما يقول: شاهد أهداف مباراة مصر وأستراليا، والآخر يقول: د. عمرو خالد يعود للدروس الدينية فى مصر.
وبشىء من حب الاستطلاع شاهدت الفيديوهين: أحدهما فيه أهداف مصر الثلاثة والآخر فيه د. عمرو خالد يهنئ الأمة الإسلامية بالعيد أثناء تأديته لمناسك الحج ويزف البشرى بأنه سيعود إلى دروسه مرة أخرى.
وبقدر ما كان الحديث عن الضغوط الأمنية واضحا فى الخبر المنشور عن توقف الدكتور علاء الأسوانى عن الكتابة فى «الشروق»، كان الحديث عن الأمن هو الحاضر الغائب فى كلام الدكتور عمرو خالد عن عودته للدروس الدينية، فهو لم يقل شيئا عن الأمن ولكن لأنه مُنع من الدروس فى مرحلة وها هو يعود، فقطعا عودته ليست بناء على قرار من الأمم المتحدة أو قوات حفظ السلام فى الكونغو،
وإنما هى بناء على قرار من الأمن الذى رأى أن هذا موسم انتخابات (كل سنة وأنتم طيبون)، وأن الشعب المصرى سيحتاج تثقيفا على أعلى مستوى فى أمور صلاة القيام وفضائل الحجاب وقيم الأخوة الحقيقية، التى عاشها المسلمون الأوائل من 1400 سنة وغيرها. وهى قطعا أمور مهمة ولكن توقيت إعادة بث هذه الكلام عبر الدكتور عمرو خالد فى هذا التوقيت يجعلنى أسأل: هل هى مصادفة أن يتم منع قادة الرأى السياسى فى مصر من مثقفين ومذيعين من منتدياتهم المعروفة، والسماح لداعية مشهور بالعودة للدروس الدينية خلال فترة انتخابات مهمة؟
هل خطاب الداعية الشاب وأقرانه أصبح أداة مهمة لتفريغ طاقات الشباب السياسية؟ هل أصبح الخطاب الدعوى غير المسيس كالكرة أداة تستخدم كأفيون للشعب المصرى؟ هل هؤلاء الدعاة غافلون عن الدور السياسى، الذى يعلبونه حين يأخذون الشباب بعيدا عن السياسة، التى هى من وجهة نظر إسلامية بحتة: «القيام على الأمر بما يصلحه»؟
هل سنسمع من الدكتور عمرو خالد ما سبق وقرره علماء كبار عن أن التصويت فى الانتخابات هو من أدوات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأن المسلم مطالب أن يشهد بالحق وألا يعطى صوته لمزور أو فاسد أو راشٍ؟
وختاما: ما رأيكم فى دولة يعود فيها عمرو ويغيب فيها علاء؟