إلى غينيا.. أم إلى المريخ؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 19 نوفمبر 2014 - 9:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• الحسابات طويلة ومعقدة ومركبة.. إنها الحسابات الخاصة بتأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية. ومن البداية وقبل أى شىء ينافس المنتخب كل من منتخبات غينيا والكونغو ولكل منهما سبع نقاط، والكونغو الديمقراطية ومالاوى ولكل منهما ست نقاط وانجولا وموزمبيق ولكل منهما خمس نقاط.. وقبل تلك الحسابات والنظر إلى نتائج الجولة الأخيرة من التصفيات لابد من الفوز على تونس.. لابد من الفوز لأنه فوز. هذا جزء من جوهر الرياضة ومن صميم فكرة كرة القدم. فكل انتصار هو إضافة إلى رصيد الفريق وإلى كل من يلعب فى هذا الفريق أو يدربه.. الفوز للفوز هدف فى حد ذاته. فمن يضع شرطا لفوزه بالتأهل، كمن يضع شرطا لأداء واجبه فى عمله.. شغلتكم هى الفوز والسعى له بغض النظر عن أى حسابات أخرى.. هل هذا مفهوم؟!
•• نحن نعيش أجواء حفلة تقطيع فى المنتخب، فهناك من يهاجم، لأنه لم يوافق على تعيين شوقى غريب، وهناك من يهاجم ضربا فى هانى أبوريدة، وهناك من يهاجم اعتداء على الاتحاد.. وهناك فى قلب الفريق من يختلف مع قائد الفريق.. وهناك من يطعن لمجرد التفاخر بانتصار رأيه أو وجهة نظره.. وكله هجوم مريض، لا توجد فيه أى مصلحة عامة أو تصويب أخطاء.. وهذه واحدة من أزمات الكرة المصرية ومن أزمات الرياضة ومن أزمات المجتمع.. خاصة أن الجميع بما فيهم الاتحاد المسئول عن إدارة اللعبة يختصرون الكرة المصرية فى المنتخب، مع أنها أشمل وأوسع من دائرة المنتخب، فهى الدورى والكأس والمسابقات المحلية والتدريب والتحكيم، والملاعب والدخول والخروج من تلك الملاعب، وأرضيات تلك الملاعب، وتكنولوجيا اللعبة وتسويق اللعبة وهى فى النهاية صناعة تربح أو تخسر..؟!
•• عندما فزنا بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية طالبت اتحاد كرة القدم بإجراء دراسة فنية دقيقة للتعرف على أسباب هذا التفوق بعمق بعيدا عن كلمات مسطحة وانطباعية من نوعية وجود جيل مواهب، فقبل ذلك فى السبعينيات كانت الكرة المصرية غنية بالمواهب وكانت مقالب المنتخب وهزائمه لاتعد ولاتحصى.. فلماذا فزنا بالكأس ثلاث مرات على التوالى، ماهى الطريقة التى لعبنا بها، ماهى قصة تغييرات حسن شحاتة وتوقيتاتها، ماهو الأسلوب الذى لعبنا به؟ كيف فزنا وتفوقنا بثلاثة محترفين أو بدونهم على فرق محترفة فى أوروبا بالكامل؟
•• لا توجد دراسة، كما لم توجد أبدا دراسة لأسباب الإخفاق.. وكلما خسرنا مباراة أو خرجنا من بطولة تدور الأسطوانة نفسها، وبنفس كلمات حفلة التقطيع وألحانها.. دون اعتراف بتميز الفريق الآخر، وبأننا تأخرنا لأن منافسنا تقدم، ولأنه أفضل.. كما كنا نحن أفضل قبل ذلك ولم نعد كذلك..
•• صناعة وإشاعة أمل مستحيل على أنه ممكن، أخطر ألف مرة من الاعتراف بالواقع، وإصلاح هذا الواقع.. وأتمنى أن نسافر إلى غينيا ونلعب فى النهائيات، لكننى أشعر بأن السفر إلى المريخ أسهل كثيرا من السفر إلى غينيا.. يارب يخيب ظنى؟!