ما بعد مؤتمر المُناخ 2022
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 19 نوفمبر 2022 - 9:25 م
بتوقيت القاهرة
ها هو مؤتمر المُناخ قد انتهى بعد نجاح باهر رفع من شأن مصر أمام عيون العالم من حيث التنظيم ومن حيث المشاركون من الضيوف سواء كان مستوى التمثيل رفيعا من رؤساء و رؤساء الوزارات أو من حيث الخبراء الذين تقاطروا إلى شرم الشيخ وأيضا من المشاركين لأسباب مختلفة وانبهروا بمدينة شرم الشيخ التى أعلنت مدينة «خضراء» أى تطبق شروط البيئة بحذافيرها متمنين أن تحذو مدن مصرية أخرى حذوها.
ماذا بعد المؤتمر؟ هوضرورة تطبيق قرارات وتوصيات المشاركين فى المؤتمر على المستوى المحلى المصرى أو على مستوى العالم ونستطيع أن نلخصها فى النقاط التالية:
• الاستعجال – آى الإلحاح فى تطبيق التوصيات والوصول إلى «طموح التخفيف» بغية الوصول إلى تخفيف رفع حرارة الأرض من 1,5 درجة مئوية الشهيرة إلى ما هو أدنى حيث إن فى حالة الفشل سنكون قد تعدينا الفرصة وأصبحنا فى طريق اللاعودة كما يحذرنا العلماء مما سيتسبب فى ارتفاع الحرارة من احتباس حرارى ومخاطر وخيمة على الأرض وسكانها.
• المسئولية والتضامن حيث إنه ينبغى على الحكومات والأفراد جميعا التحلى بالمسئولية تجاه «بيتنا المشترك» والعمل على الحفاظ على البيئة بل الشعور بالتضامن مع الشعوب. لا سيما الأفريقية والفقيرة والمتضررة من اللامبالاة من بعض دول الشمال فيزداد الفقراء فقرا ومرضا، كما يجب ضمان الآليات المنفذة لمنع التدهور البيئى والإجتماعى خاصة نحو الدول والناس الأكثر هشاشة.
• التعليم لرفع الوعى نحو «الصحة البيئية» إذا جاز التعبير ــ لدى الأفراد والحكومات حتى يتحمل كل شخص مسئوليته من أصغر منزل إلى أكبر مؤسسة. لذا ندعو وزارة التربية والتعليم إلى إضافة مناهج علمية وعملية لتعليم وتكوين ورفع الوعى بالبيئة والمناخ للطلبة فى المدارس وكذلك فى الجامعات.
يجب ألا ننسى أن هناك ارتباطا وثيقا بين المناخ وأزمات الطعام والماء التى يجب أن توضع فى اعتبار الاستراتيجيات المُناخية سواء التى يخطط لها على المستوى الوطنى أو المستوى العالمى، التى تقاوم التصحر وضمور الرقعة الزراعية.
التطبيق العملى لمؤتمر المُناخ الذى أنعقد فى مصر يجب أن تكون فيه مصر المثل الأعلى رغم صعوبة التطبيق إذ يحتاج إلى كثير من الوعى وكثير من المال للتحول من الملوثات إلى بيئة صحية والتى تبدأ بأشياء صغيرة تستطيع كل عائلة العمل بها على سبيل المثال الحد من استعمال أكياس النيلون أو إلقاء زجاجات البلاستيك فى النيل أو البحر وما إلى ذلك. ولا يخفى أن لأجهزة الإعلام الدور الأكبر فى رفع الوعى البيئى لدى المشاهدين والمستمعين ومن الضرورى أن الدولة المصرية تضع جدولا زمنيا كهدف لتحقيق الوعى البيئى الكامل والحد من إرتفاع الملوثات ومن ثم حرارة الأرض.