ترتيب الأولويات
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 20 يناير 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
تأتى حادثة قطار البدرشين وقبلها فقط بأقل من شهرين أى فى 17 نوفمبر الماضى حادثة مروعة أخرى لقطار أسيوط لتسيل دماء البسطاء فى سلسلة من الأحداث لا تنتهى، وإحقاقا للحق لا ذنب لهذه الحكومة بها فأحداث القطارات حاضرة فى أذهاننا منذ عشرات السنين وهى تراكمات من الإهمال، وعقب كل حادث نسمع نفس تصريحات المسئولين الكبار التى تتوعد المتسبب ومحاسبة المسئولين عن تلك الكوارث.. ثم.. لا شىء.. وتتوالى الأحداث حتى أصبحت شيئا عاديا وروتينيا فى حياتنا اليومية، فإن لم يكن الحدث هو حدث قطار يكون انهيار مبنى على سكانه أو حوادث تصادم على الطرق إلى آخره وبسبب الإهمال، وأحسب أن الحكومة جادة فى نياتها بتصليح الأمور ولكن يكمن خطؤها فى ترتيب الأولويات ومن أين بدأ الاصلاح فكل مرافق الدولة تعبانة ومهمله فمن أين نبدأ؟ هذا هو السؤال.
وهذا السؤال عليه أن يطرح فى حوار مجتمعى حتى يشارك فيه الجميع فهذا ليس على الحكومة وحدها بل كل الشعب عليه أن يشارك فى وضع أولوياته.
نسمع عن مشروعات كبرى وطموحة تنوى الحكومة الدخول فيها، رغم أن المشكلات القديمة عالقة وبلا حل فلماذا لا نبدأ بها؟!.
أزعم أن هناك 3 أولويات عاجلة على الحكومة أن تركز فيها تعمل على إصدار التشريعات اللازمة لحلها حلا سريعا اذا اقتضى الأمر ذلك وهى ما يلى:
1 ــ المشكلات المتعلقة بالخبز اليومى وتوفير الاحتياجات الأساسية، خاصة الأكثر إلحاحا حفاظا على كرامتهم الإنسانية.
2 ــ المشكلات المتعلقة بوسائل الانتقال الآمنة، خاصة ما بين المحافظات والأقاليم.
3 ــ الرعاية الصحية خاصة لمحدودى الدخل، الذين لا تتوافر لديهم سبل العلاج الجيد.
أعلم أن هذه المشكلات كبيرة لا تحل بين ليلة وضحاها ولكن التركيز عليها من قبل أجهزة الدولة ووضع خطط قصيرة المدى وأخرى متوسطة وطويلة المدى وبدء تنفيذها سيعطى ارتياحا كبيرا لدى الرأى العام بل سيحفز الجميع على مد يد العون والمشاركة فى ايجاد حلول لهذه الكوارث التالية.