علاج ارتفاع ضغط الدم بلا أدوية.. للرياضة دور مهم
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 20 يناير 2023 - 8:35 م
بتوقيت القاهرة
يظل ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض المزمنة غير المعدية وأحد المشاكل الطبية التى يدوم علاجها مدى الحياة.
بعد الانتهاء من إجراء مجموعة من التحاليل الطبية يبدأ علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية ويظل على المريض متابعة أحواله ومراجعة تطورات المرض مع طبيب أمراض القلب والشرايين باستمرار وانتظام طوال حياته.
تغيير الأدوية من آن لآخر وارد وفقا لحالة المريض واستجابته للأدوية سلبا أو إيجابا. متابعة تفاصيل الحياة اليومية للمريض وأسلوب حياته فى تناول الطعام إلى جانب نشاطاته البدنية له أثر بالفعل فعال ومهم على أسلوب علاجه وما يتناوله من أدوية أو مكملات غذائية.
يساند العلم الأسلوب الغذائى الذى وضعه طبيب القلب والشرايين د. داش والذى يعتمد على كم أقل دائما من ملح الطعام إلى جانب قدر كاف من الماء مع وجبات غنية بالخضراوات والفاكهة الطازجة إلى جانب الأسماك واللحوم قليلة الدهون والدجاج المطهو إما على البخار أو الفرن بطريقة النيئ فى النيئ مع إضافة الأعشاب والطماطم، ثم منتجات الألبان قليلة الدسم والمكسرات والبذور. تظل دائما طريقة داش هى الأكثر صحة إذا ما عانى الإنسان من ارتفاع ضغط الدم وهى تقريبا ذات الطريقة التى تعرف بطعام سكان البحر الأبيض المتوسط والتى تزكيها هيئات التغذية العالمية سنويا فى مؤتمراتها وتوصياتها.
الجديد فى الأمر هو دور الرياضة والنشاط البدنى الذى يؤكد العلم الآن أن ثمة آليات متعددة فى ممارسة الرياضة لها دور إيجابى فعال فى خفض مستوى ضغط الدم فى الشرايين. إذ إن على سبيل المثال كفاءة عضلة القلب وقوتها تمكن فى ضخ المزيد من الدم بجهد أقل تبذله العضلة بالتالى سيقل الضغط على الشرايين الأمر الذى يساهم فى خفض مؤشر الضغط فيها بعيدا عن أثر الدواء الذى يعمل بصورة أخرى.
ممارسة أنواع الرياضة الخفيفة قد تحمى الإنسان صاحب الضغط العادى ١٢٠/٨٠ من الإصابة لاحقا بارتفاع ضغط الدم فى حالة وجود عوامل خطر أخرى منها الإصابة بمرض السكر أو ارتفاع نسب الكولستيرول والدهون فى الشرايين كما أنها بلاشك تساهم فى الاحتفاظ بوزن صحى ملائم وتحمى من خطر السمنة.
تعد التمارين الرياضية الهوائية (Aerobi Exercise) من أفضل الرياضات التى تتضمنها التذكرة الطبية الرياضية فى برامج إعادة تأهيل مرضى القلب والتى يصفها الطبيب المتخصص بعد إعداد خريطة طبية تشمل التحاليل الطبية والاختبارات اللازمة لتحديد كفاءة الإنسان وقدراته على بذلك الجهد البدنى. من تلك التمارين الهوائية الهرولة والسباحة والجرى على جهاز الدواسة الكهربائية. هناك أيضا تمارين المرونة والقوة مثل رفع الأوزان.
الواقع أن العلم يقدم بدائل أخرى لقضاء أوقات منتظمة فى صالات الجيم قد تتيح للإنسان فرصة ممارسة الجهد البدنى الذى يزيد من معدل ضربات القلب ويدعم تنشيط الدورة الدموية وتحفيزها فى الحدود المفيدة مثل بعض الأعمال المنزلية الهامة مثل غسيل الأرضيات والنوافذ وقص النجيلة فى الحديقة أو صعود درجات السلم، أيضا رياضة ركوب الدراجات أو المشى بصورة منتظمة صحية والرقص أيضا.
ممارسة الأنشطة الهوائية المعتدلة يجب أن تتم على الأقل لمدة ١٥٠ دقيقة فى الأسبوع أى نحو نصف ساعة لخمسة أيام فى الأسبوع. على أن يراعى تقسيم الوقت باستراحات قصيرة مع مراعاة شرب الماء بانتظام بصورة كافية.
أما ما ينصح به أطباء مايو كلينيك فهو ما ردده أجدادنا دائما (فى الحركة بركة) لا تستسلم لأداء واجباتك خاصة على الكمبيوتر والمكتب لساعات بل انهض دائما لأداء أى جهد واجب: إعداد كوب من الشاى، إحضار كوب من الماء، تعديل وضع صورة مقلوبة!.. أى فعل من شأنه أن تتحرك فى نشاط. إذا كان لديك أطفال فالجأ دائما للعب معهم وتحفيزهم على الحركة فمعهم تجتمع لك سعادة مشاركتهم اللعب والحركة.